في الوقت الذي يتواصل فيه الاستنكار الدولي للأسلوب الذي تتعامل به القيادة مع الأزمة السياسية في البلاد أكد المعارض السوري هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية ان حي بابا عمرو في حمص بوسط البلاد لايزال محاصرا بأكثر من50 دبابة فيما تمت محاصرة واقتحام حي الخالدية والشماس ومداهمتهما بحملة تفتيش واعتقالات واسعة وسط إطلاق نار كثيف. وقال العبد الله- في تصريحات لقناة العربية الاخبارية بثته صباح أمس- ان الأوضاع الإنسانية في حي بابا عمرو سيئة للغاية حيث يوجد نقص في المواد الغذائية والإدارية كما استمر انقطاع المياه والكهرباء والإتصالات لاكثر من أسبوع. واضاف ان قوات النظام قامت ليلة أمس الأول باحراق العديد من منازل الناشطين لافتا إلي ان هيئة التنسيق الوطني في اداخل لاتمثل احدا من الشعب السوري مادامت مصرة علي حوارها علي النظام القاتل ولعدم استجابتها لمطالب الشعب السوري المتمثلة في طلب الحظر الجوي و الحماية الدولية للمدنيين.و من جانبها نقلت قناة العربية عن ناشطين سوريين قولهم ان16 سوريا قتلوا برصاص قوات الامن في أنحاء متفرقة في سوريا. من جهتها أصدرت الهيئة العامة للثورة السورية بيانا أمس أعربت فيه اعتراضها علي لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بعدد من أطياف معارضة الداخل حددت فيه مباديء الثورة, محذرة أي شخص من التلاعب بها. وذكرت قناة العربية الإخبارية أمس أن البيان رفض إعلان هيئة التنسيق الوطني بأنها الممثل الوحيد لمعارضة الداخل, واصفا اتصالاتها مع الجامعة العربية بمحاولة التلاعب بسقف الثورة وبمطالب الثوار. وأكدت الهيئة العامة للثورة في بيانها أنها أعطت تأييدها للمجلس الوطني السوري كممثل شرعي لها للتعبير عن مطالبها, وأهدافها المتمثلة في تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية وتوفير الحماية للمدنيين والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا للشعب وإحالة الملف السوري إلي مجلس الأمن. وأضاف البيان أن الهدف الأساسي والأول للثورة هو إسقاط النظام بجميع أركانه ورموزه. في سياق آخر قال صالح الحموي عضو الهيئة العامة للثورة السورية إن الثوار يطالبون بالقانون الدولي وليس التدخل العسكري, مضيفا أن مدينة حماة وسط سوريا شهدت أمس أكثر من13 مظاهرة وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأمن, وأسفرت عن سقوط3 شهداء, لافتا إلي زيادة أعداد المتظاهرين نتيجة حماية الجيش الحر لهم. وفي القاهرة اجبر المعارضون السوريون المعتصمون امام مقر الجامعة العربية أمس وفد هيئة التنسيق الأجنبية الذي طلب منذ أول أمس عقد لقاء عاجل مع د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربي علي عودة ادراجهم وضربوهم ضربا مبرحا وألقوا عليهم بيض ولم يمكنوهم من دخول الجامعة العربية لوجود قناعة لدي المعتصمين بأن هذا الوفد لايثل المعارض علي الأرض ولايعبر عن مطالبهم بتجميد عضوية سوريا في الجامعة أو المطالبة بفرض حظر جوي لحماية المدنيين. وعاد الوفد الي مقر إقامته تحت ضغط المعتصمين, إلا أن رئيسه حسن عبد العظيم لاذ بالفرار واستطاع ان يقابل العربي وكان وفد الهيئة التنسيقية الوطنية السورية يضم كلا من ميشيل كيلو وهيثم مناع وصالح مسلم. وقال مؤمن كويفاتيه رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية دعم الثورة السورية في القاهرة أن هيئة التنسيق هذه أتت لكن تقابل الأمين العام للجامعة ومنعناهم وجلسوا معنا ودار نقاش لمدة نصف ساعة حول ماسيتم مداولته مع العربي.. واستغرب كويفاتية من أنهم لم يتحدثوا بكلمة واحد حول تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية أو تدويل القضية أو فرض الحظر الجوي لحماية المدنيين السوريين وحول طرد اعضاء الهيئة قبل لقائهم العربي وضربهم والقاء البيض عليهم قال كويفاتيه ان ماحدث هو أمر طبيعي, وهؤلاء خونه متخاذلون تم شراؤهم بالأموال جاءوا وشعبنا كله من اقصاه الي ادناه يريد اسقاط الديكتاتور بشار الأسد والاعتراف بالمجلس الوطني السوري, ولم يتحدثوا طوال نصف ساعة في نقاش معنا حول تجميد عضوية دمشق ي الجامعة, فلاقوا كل مايستحقونه من ضرب وكل وسائل المنع وهربوا كالجرذان, وهذا لانهم لايمثلون الشعب السوري وإنما يمثلون حكم النظام وجاءوا ليدخلوا ولم يجدوا إلا الإهانة. وعبر رئيس المجلس برهان غليون- في رسالة وجهها إلي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي- عن قلق المجلس الوطني من الأنباء المتواترة التي أكدتها منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية بشأن خطف مواطنين سوريين علي أراض الجمهورية اللبنانية من مقيمين وزائرين. وأضاف- في بيان صادر عن المكتب الإعلامي- أن هناك قلقا كبيرا من حدوث عمليات تسليم مخطوفين معارضين إلي أجهزة أمن النظام السوري, مما يعرضهم لخطر التصفية, وأن السلطات اللبنانية تتحمل المسئولية السياسية والقانونية والأدبية تجاه سلامة المقيمين علي أراضيها, ومنهم المواطنون السوريون. وفي غضون ذلك تواصلت الانتقادات الغربية للرئيس السوري الذي يستخدم العنف المفرط ضد معارضه ففي لندن إنتقد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس أعمال القتل المستمرة في سوريا والتي يقوم بها الجيش السوري علي الرغم من الإتفاق الذي تم بين الحكومة السورية والجامعة العربية لوقف أعمال العنف. ودعا هيج الجامعة العربية إلي الرد بسرعة وبشكل حاسم علي فشل النظام السوري في تنفيذ الاتفاق حتي الأن. وقال هيج:إن التطورات الأخيرة توضح من جديد أنه من الصعب جدا أن تتحسن الأوضاع في سوريا قبل أن يقوم الرئيس بشار الأسد بالتنحي والسماح لآخرين بالمضي قدما في عملية الانتقال السياسي التي تحتاج اليها البلاد بشكل كبير. وفي واشنطن أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن موقف الولاياتالمتحدة من النظام السوري معروف جيدا,مشيرا إلي أن الرئيس الأسد فقد شرعيته في الحكم وينبغي أن يتنحي. جاء ذلك في رد المتحدث باسم البيت الأبيض علي سؤال بشأن تقرير الأممالمتحدة في جنيف أمس الأول حول مقتل3500 سوري خلال حملة القمع في سوريا, وما إذا كان البيت الأبيض سيتبع نهجا مختلفا من جانبه أو الغرب فيما يتعلق بالتعامل مع سوريا للاستجابة للأحداث الجارية.