سيتمكن سكان القدسالشرقية من استقبال بريدهم وفواتيرهم في بيوتهم للمرة الأولى منذ 44 عاما بعد أن قررت بلدية القدس الإسرائيلية إطلاق أسماء عربية على شوارعها لأول مرة منذ احتلال المدينة عام 1967. وفي أحياء القدسالشرقية أكثر من مئة شارع بدون أسماء ما سبب مشاكل عديدة لسكان الجزء الشرقي من المدينة المقدسة في الحصول على اي مساعدة إسرائيلية في حالات الطوارئ، وفقا لإحصائية عن بلدية المدينة.
وقال مسؤول مطلع على المشروع في البلدية طلب عدم الكشف عن اسمه ان المشروع الجديد "ياتي كجزء من خطة رئيس البلدية الحالي" نير بركات "لتحسين الكثير من القضايا في القدسالشرقية".
ويشير المسؤول إلى انه بفضل المشروع "سيتمكن السكان من استقبال البريد بشكل صحيح ووصف أماكنهم للناس وسيحسن جميع جوانب الحياة".
وتخطط البلدية لترقيم بيوت القدسالشرقية بعد تسمية الشوارع. وقالت انه "بحلول اواخر 2012 سيصبح هناك رقم لكل بيت في القدسالشرقية وسيكون هناك اسم لكل شارع" فيها.
ومنذ سنوات تسعى منظمات شعبية في القدسالشرقية لإقناع بلدية القدس بتسمية الشوارع في الأحياء العربية للحصول على الخدمات الأساسية بدون جدوى.
ويقول حسام وتد مدير مركز بيت حنينا الجماهيري "نطالب منذ سنوات بتسمية شوارعنا لأنه اذا احتاج احد الى خدمة الإسعاف او خدمات الإنقاذ يجب ان يكون قادرا على وصف مكان سكنه بالضبط".
واضاف ان البريد كان يمثل "مشكلة عويصة لأن الناس لا يستطيعون اعطاء عناوينهم الصحيحة".
وستطلق البلدية أسماء عربية على شوارع القدسالشرقية، ولكنها طلبت من السكان عدم اختيار اسماء "استفزازية".
وسيكون بإمكان الفلسطينيين في المدينة اقتراح أسماء يتوجب عرضها على لجنة في البلدية تتولى فحصها.
وقال المسؤول في البلدية ان "لجنة أخرى يرأسها قاض في المحكمة العليا ستنظر فيها مثلما يحدث في القدسالغربية وكل إسرائيل".
ويأمل مئير مرغليت عضو بلدية القدس عن حزب ميرتس اليساري والمسؤول عن حقيبة القدسالشرقية في البلدية ان "نقوم بتسمية كافة الشوارع في القدسالشرقية في غضون الأشهر الستة المقبلة".
وتابع "سنبدأ في حي شعفاط وبيت حنينا وطلبنا من اهل صور باهر وجبل المكبر اقتراح أسماء لشوارعهم وأرسلوا لنا قائمة بأسمائهم أيضا".
ويشير وتد الى انه تم اختيار اسماء "مقبولة" للشوارع في بيت حنينا وشعفاط حيث كانت هناك مشكلة حول الاسماء في السابق "لتجنب اثارة جدال مع البلدية".
ورأى العديد من سكان القدس ان المشروع جاء "متاخرا جدا".
ويعتقد علاء باسم (24 عاما) ان هذا الوضع "يثبت ان سكان القدس الفلسطينيين ياتون على اخر سلم اولويات البلدية مع انهم يقومون بدفع الضرائب والارنونا (ضريبة السكن) للبلدية".
ويضيف منتقدا "لا يوجد مبررات لذلك. مساحة القدس صغيرة نسبيا ويفترض ان يكون تم تنفيذ هذا المشروع منذ سنوات طويلة بدلا من اضاعة وقتنا في البريد الذي لا يملك فروعا كثيرة ودفع العديد من الفوائد على الفواتير المتأخرة بسبب البلدية".
ويقيم نحو 300 ألف فلسطيني في القدسالشرقية ويتمتعون بوضع مقيم دائم فيها ولكن السياسات الإسرائيلية المتبعة في المدينة تجبر العديد منهم على مغادرتها.
ووفقا لتقرير نشرته الحركة الإسرائيلية ضد هدم البيوت الاثنين انه من شبه المستحيل حصول الفلسطينيين على تصريح بالبناء حيث لم يعطي مجلس بلدية القدس سوى 18 تصريحا العام الماضي للمقدسيين.
في المقابل يلجأ الفلسطينيون للبناء دون تصريح ما يجعل منازلهم معرضة للهدم من قبل البلدية التي تقوم بعد ذلك بارسال فاتورة العملية اليهم لتسديدها.
وتقوم اسرائيل تلقائيا بسحب صفة مقيم دائم من اي فلسطيني من القدس اذا امضى سبع سنوات في الخارج حتى لو كان يقيم خلالها في الضفة الغربية او قطاع غزة.
واحتلت اسرائيل القدسالشرقية خلال حرب الايام الستة في 1967 وضمتها اليها في خطوة غير معترف بها دوليا.
وتعتبر اسرائيل القدس بشطريها "عاصمتها الابدية والموحدة" بينما تطالب السلطة الفلسطينية بالجزء الشرقي كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.