قال جيكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها تضغط على السلطات السورية لفتح الباب بصورة أكبر أمام مقابلة الآف المحتجزين المقبوض عليهم في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، وتصر على أن يتم ذلك وفقا لشروطها. وأضاف كلينبرجر في مقابلة مع رويترز أمس الأربعاء إن الوكالة الإنسانية المستقلة ستقيم دورها بعد زيارة مقبلة لمركز اعتقال في حلب. وفتحت سوريا سجونها للمرة الأولى في سبتمبر أيلول وسمحت لمسؤولي الصليب الاحمر بزيارة السجن المركزي في العاصمة دمشق الذي يحتجز فيه ستة آلاف شخص لكنه كان السجن الوحيد الذي سمح لهم بزيارته. ويقول نشطاء إن 30 الف شخص اعتقلوا في الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ سبعة أشهر ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال كلينبرجر في المقابلة التي أجريت في مكتبه بجنيف "أوضحت دوما وكذلك حينما كنت (هناك) مرة أخرى في سبتمبر مع الرئيس الاسد أنه.. نعم تلك هي مرحلة الاختبار.. مرحلة أولى.. لكن بعد ذلك نريد المضي قدما".
واضاف "أود أن أرى الآن كيف ستسير الأمور في الزيارة المقبلة .. ستكون لحلب كي نرى إلى حد ما إذا كنا فهمنا بعضنا البعض بقدر جيد".
ورفض كلينبرجر الكشف عن تفصيلات متعلقة بالزيارة لكنه قال إن هناك قضايا لم تحل مع السلطات السورية بشأن الشروط التي يجب توافرها في الزيارات التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضاف أن السلطات وافقت على مرحلة أولى من الزيارات تقتصر على دمشق وحلب.
وتابع "سنقوم بالتأكيد بإجراء فحص داخلي دقيق بعد هذه المرحلة الأولى لمعرفة فائدة زياراتنا". وقال "يتعين أن أقول إن الزيارة الأولى بينت أننا لانزال نحتاج للحديث مع بعضنا البعض بشكل اكثر تفصيلا" فيما يتعلق بشروط الزيارات. وأضاف "لا تملك أي جهة مثل هذه المعايير (العالية) التي نملكها".
ووفقا للشروط المعيارية الخاصة باللجنة الدولية للصليب الاحمر على مستوى العالم تطلب الوكالة السماح لها بالدخول بشكل مطلق لجميع مراكز الاحتجاز وحق اجراء مقابلات مع السجناء الذين تختارهم على انفراد وان تقوم بزيارات اخرى للمتابعة.
وقالت جامعة الدول العربية في بيان لها أمس إن سوريا وافقت على سحب قوات الجيش من المدن والمناطق السكنية وعلى اطلاق سراح السجناء في اطار مبادرة عربية لإنهاء العنف. ولم يتضح على الفور عدد السجناء الذين قد يستفيدون من هذه الخطوة وكذلك لم يكشف عن جدول زمني لاطلاق سراحهم.
وذكرت الأممالمتحدة أن ثلاثة آلاف شخص قتلوا فيما وصفته باعمال "القمع العنيف" للمحتجين المناهضين للحكومة والتي قد تقود البلاد لحرب أهلية شاملة. وقال كلينبرجر "لدينا مخاوف كبيرة. لكني أدرك حقيقة أننا فقط الذين يمكننا القيام بهذا العمل.. واننا الذين حصلوا على موافقة للقيام بهذا العمل... التحدي الكبير هو محاولة رؤية هؤلاء الأشخاص".
وأضاف "أدرك أنه ستكون هناك أماكن الوضع فيها أكثر الحاحا لنذهب إليها من الأماكن التي نذهب لها الآن"، كما ذكر أن المصابين في أعمال العنف لا يتلقون فيما يبدو العلاج الطبي بشكل كامل وفقا لما ينص عليه القانون الإنساني الدولي. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السابق أنها تلقت تقارير عن منع أطباء ومسعفين وعاملين آخرين في مجال الصحة من القيام بعملهم بإجلاء المصابين في الأحداث وتقديم الاسعافات الأولية والرعاية الطبية لهم.
وقال كلينبرجر "أحد الأسباب الرئيسية لزيارتي في سبتمبر لمقابلة الرئيس الأسد كان توضيح أن من حق كل فرد الحصول على الرعاية الطبية. أن هذا الأمر مثار قلق كبير .. في الحقيقة أنه أحد العناصر التي أدت إلى الزيارة".
وتابع "تحدثنا عن اجراءات محددة يجب اتخاذها لتسهيل حصول (المصابين على العلاج). "لكن من خلال الأخبار التي اتلقاها لا يوجد لدي الانطباع بأن المشكلة قد حلت.. للأسف ... كل شيء يشير إلى أنها لا تزال مشكلة كبيرة".