الصراعات الطبقية بين الفقراء والأغنياء قد تتفاقم وتصل إلى حد الكراهية ورغبة كل طرف فى الانتقام من الآخر، حيث يرى الأغنياء أن الفقراء لا يملكون حق العيش إلى جانبهم، بينما يتهم الفقراء الأغنياء بأنهم سلبوا أموالهم بدون وجه حق، ويتعين عليهم إعادة تلك الأموال وإلا فسوف يقاتلونهم لاستعادتها بالقوة. هذا ما يحذر منه العرض المسرحى الجديد «بدلة سموكن» الذى يتناول رحلة لأحد الفقراء يحلم بارتداء الأسموكن، وهو يعمل فى جمع القمامة أثناء وجوده فى سهرة رأس السنة مع رجال الأعمال الرأسماليين، وإذا به يفاجأ بأنه وقع فريسة ضحكات وسخرية الطبقة الارستقراطية فيحاول الخلاص من ذلك الموقف أمام نفسه ليثبت أنه يستحق المعيشة الرغدة أكثر من هؤلاء المزيفين.
الفنان وائل نور الذى عاد لمسرح الدولة بعد سنوات غياب هو من يجسد دور الفقير، بينما يلعب الفنان سامى العدل دور رجل الأعمال الرأسمالى فى أحداث العرض المسرحى المقرر أن يفتتحه الكاتب المسرحى السيد محمد على رئيس البيت الفنى للمسرح أوائل الشهر المقبل على المسرح العائم بالمنيل، وسيتم عرضه خلال فترة العيد بقطر.
عادل أنور مخرج العرض قال: هذه الرواية للكاتب الإيطالى داريوفو، وهى تنتمى لمسرح الكوميديا السوداء التى تتحدث عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية فى المجتمعات الأوروبية وقد قمت بتمصير الرواية وإضافة بعض المتغيرات الطفيفة بها كى تتناسب مع الأوضاع الحالية فى مصر بعد ثورة 25 يناير.
وأضاف: يظهر ذلك التمصير فى العديد من الجمل التى تحمل إسقاطا سياسيا على متغيرات المجتمع المصرى عقب الثورة من خلال صراع الطبقة الفقيرة التى ازدادت فى السنوات الأخيرة، وأصبحت نسبة كبيرة من الشعب المصرى تعيش تحت خط الفقر، بينما يتمتع بأموال ذلك الشعب المسلوبة حقه قلة قليلة من الذين يمثلون الطبقة الأرستقراطية.
من جانبه، أوضح الفنان وائل نور أن هذا العرض هو أفضل ما يمكن أن يعود به للجمهور بعد سنوات الغياب لما يحمله من قيم إنسانية كبيرة، ومن صراعات نفسية يستطيع كل منا أن يلامسها فى الشارع أو المقهى أو مكان العمل أو غير ذلك فقد انتشرت ظاهرة الحقد الطبقى فى الآونة الأخيرة حتى أضحت قنبلة موقوتة تهدد استقرار المجتمع بشكل كبير.
وأكد نور أنه رغم أن العرض يروى واقعا تراجيديا مبكيا فإنه يتميز بالطابع الكوميدى الساخر الهادف الذى يتناسب وهوية المسرح الكوميدى منتج العرض.
وأضاف أن العرض يرصد غياب العدالة الاجتماعية والحرية، بينما ترمز «البدلة السموكن» للرأسمالية المستغلة التى تمتص دماء الشعوب ويمثلها هنا رجل الأعمال سامى العدل الذى يحاول استغلال الزبال الذى أجسد شخصيته وتسخيره لخدمة مصالحه من خلال عدة أحداث ومواقف تدور بالكامل فى ليلة رأس السنة.
الفنانة عايدة فهمى مديرة المسرح الكوميدى قالت إن العرض يحاول أن يقدم كوميديا ضاحكة من خلال مواقف ومعانٍ إنسانية عميقة لأن تلك الكوميديا الهادفة تعمل على إضحاك الناس على همومهم وأوجاعهم ولا «تضحك عليهم» لتسرق ساعات من وقتهم بلا فائدة.
وأشارت إلى أن تلك هى الإستراتيجية التى يسير على نمطها المسرح الكوميدى فى فترة ما بعد الثورة كى لا يكون ضحية عروض مبتذلة لا تليق بالجمهور المصرى الأصيل.
يشارك فى بطولة المسرحية تاتيانا التى تلعب دور حبيبة وائل نور وبدرية طلبة وعلاء زينهم وإنجى عبدالله «ملكة جمال مصر» وأحمد صيام ومجموعة من شباب المسرح الكوميدى.