قال البابا بندكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان إن "الحاجة إلى ما قاله الزعماء الدينيون في لقاء أسيزي الأول عام 1986 حول أن الديانات لا يمكن أبدا أن تكون سببا للعنف والحروب لازالت قائمة". وفي كلمته التي ألقاها صباح اليوم الخميس أمام قادة الديانات الرئيسية فى كاتدرائية سانتا ماريا ديليي آنجلي في أسيزي، في اللقاء الخامس والعشرين للأديان بعنوان "يوم التأمل والحوار والصلاة من اجل السلام والعدالة في العالم"، تحت شعار "حجاج الحقيقة، حجاج السلام".
أضاف البابا أن "الانتقادات الموجهة للدين منذ عصر التنوير زعمت مرارا وتكرارا بأنه سبب للعنف مثيرة بهذا العداء ضده، وأن يكون الدين بالفعل سببا للعنف أمر يجب أن يقلقنا بعمق كرجال دين، إذ نرى الدين دافعا للعنف عندما يمارس من قبل أتباع ديانة ما ضد أخرى".
وأشار إلى أن ممثلى الديانات الذين اجتمعوا في أسيزي عام 1986 كانوا يعنون ونحن نكرر بحزم وقوة، أن هذه ليست الطبيعة الحقيقية للدين، بل أنها "تحريف له وتسهم في تدميره".
وأردف "قد يعترض أحد على هذا قائلا، لكن كيف تعرفون ما هي الطبيعة الحقيقية للدين؟، وقد يتساءل آخرون "أهناك حقا طبيعة مشتركة للدين، يعبر عنها في كل الأديان وهي بذلك صالحة بالنسبة للجميع؟".
ونوه البابا بأن "علينا مواجهة هذه الأسئلة إن كنا نريد فعلا الإقدام على المعارضة بشكل واقعي وذا مصداقية لحقيقة اللجوء إلى العنف لأسباب دينية"، وختم بالقول "وهنا تكمن المهمة الأساسية للحوار بين الأديان، الذي ينبغي علينا العودة لتسليط الضوء عليه مرة أخرى في لقائنا هذا".