"تشريح الربيع العربى: الجوانب المخبأة لهذه الثورات" كتاب جديد للكاتب والمحلل السياسى بسام طيارة، يتحدث فيه بإستفاضة عن الثورة الشعبية المصرية، التى عبرت عن أصالة المصريين، ورفضهم للظلم والطغيان والفساد والتجويع. وقد صدر الكتاب فى باريس، فيما صدرت طبعة بيروتية عن منشورات دار البراق، راصدا وحدة شعارات الثورات الشعبية العربية أو تشابهها الى حد كبير، مثل :"الشعب يريد إسقاط النظام.. وأرحل.. وحرية وعدالة وكرامة" .
وعبر الكتاب - الذى يقع فى 295 صفحة - يتناول بسام طيارة تطور الثورات العربية وزخمها المتزايد فى الساحات والميادين والشوارع العربية، محددا بدايتها بالثورة الشعبية التونسية، التى أطلق شرارتها حرق الشاب التونسى محمد البوعزيزى لنفسه، إحتجاجا على القهر وتعرضه للإهانة من شرطية جائرة .
ويلاحظ طيارة أن هذه الثورات المستمرة فى سياق "الربيع العربى، والتى تأخرت- حسب تقديره- لنحو عقدين" تعبر عن رغبة الشعوب العربية، التى تجاوزت عقدة الخوف فى ممارسة حرية القول، والمشاركة الحقة فى إتخاذ القرارات، والتنمية الوطنية، بعد أن عجزت أنظمة شاخت فى الحكم عن تحقيق أي إنجازات حتى تعيش هذه الشعوب بكرامة .
ويولى الكتاب الجديد إهتماما واضحا بدور الشباب فى ثورات الربيع العربى، مؤكدا على أن الهوة كانت كبيرة للغاية بين الشباب وأنظمة الحكم التى ثاروا عليها بعد أن أخفقت فى تحقيق الحد الأدنى من تطلعاتهم وآمالهم، فيما إزدادت معدلات البطالة والفقر، حتى لم يعد أمام الشباب سوى تحدى القمع والموت فى بلادهم، أو اختيار الهجرة غير المشروعة لبلاد الغرب وركوب زوارق الموت .
ولم يغفل الكاتب والمحلل السياسى بسام طيارة أهمية الفيس بوك وبقية مستحدثات ثورة الاتصالات والأنترنت، فى خضم الثورات العربية، وإستفادة الشباب من هذه التقنيات لتنظيم أنفسهم والإستغناء عن وسائل الإعلام المضللة، وإستقاء المعلومات من الفضاء الإلكترونى بعيدا عن قيود الرقابة الحكومية .
وشدد المؤلف على أن الغرب فوجئ كما فوجئت أنظمة الحكم فى الدول العربية بهذه الثورات وأن الساسة الغربيين كانوا يعتبرون الحكام العرب- الذين ثارت عليهم شعوبهم - أفضل من يخدم مصالح الغرب ومن ثم يتخوف بسام طيارة من إطالة أمد بعض الثورات العربية، معتبرا أن ذلك يمنح الغرب فرصة الحضور، وإستعادة أوراقه والمشاركة فى الترتيبات الجديدة بما يضمن مصالحه .