سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تحليل إخباري لها نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، الضوء على الانقسام بين بريطانيا وفرنسا حيال تأييد مسعى الفلسطينيين في الأممالمتحدة من أجل الاعتراف بدولة ذات سيادة. وقالت الصحيفة إن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أخفق في السير على خطى الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي الداعم لمسعى الفلسطينيين في الأممالمتحدة، وأنه -أي كاميرون- توجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أمس الخميس، وهو مثقل بضغط شديد من واشنطن التي تطالبه بالامتناع عن التصويت على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيقدمه للجمعية العامة في وقت لاحق اليوم للحصول على تصويت لصالح اقامة دولة فلسطينية.
وقد طالب كاميرون في نداء حماسي بمجتمع دولي أكثر نشاطا يخطو في طريق دعم حقوق الإنسان كما فعل في ليبيا من قبل، مشيرا إلى أن الفلسطينيين جزء رئيسي لا يتجزأ من ثورات الربيع العربي، غير أنه التزم الصمت حول عزم بريطانيا تجاه أكثر القضايا انقساما هذا الأسبوع، في إشارة إلى التصويت على الدولة الفلسطينية في وقت لاحق اليوم.
وقالت الصحيفة إن هناك جهودا دبلوماسية ضخمة تبذل لتجنب حدوث مواجهة حول التصويت على الدولة الفلسطينية، وذلك في الوقت الذي تفقد فيه الولاياتالمتحدة سيطرتها على المفاوضات الساعية للتوصل إلى خطة تسوية تكون مرضية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي قيل -بشكل غير مؤكد- أنها كادت تنجح الليلة الماضية.
وأردفت الصحيفة قائلة إن الدبلوماسيين الفرنسيين متخوفون أن يكون رئيس الوزراء البريطاني مستعدا للخضوع لضغط الولاياتالمتحدة بالامتناع عن التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة، وذلك على نقيض مقترح نيكولاس ساركوزي بمنح الفلسطينيين دولة فلسطينية على غرار الفاتيكان، دولة غير عضوة بالأممالمتحدة.
وقالت الصحيفة إن التخوف الفرنسي من قيام كاميرون بالنأي بنفسه عن مبادرة ساركوزي بدا واضحا بشكل لافت خلال خطاب الرئيس الفرنسي بالأممالمتحدة أمس الأول الأربعاء، وذلك رغم دعوة الرئيس الفرنسي إلى رئيس الوزراء البريطاني من أجل دعمه في مبادرته. وقالت الصحيفة إن بريطانيا تصر على أنه رغم وجود اختلافات تكتيكية بين لندن وباريس، إلا أنهما يتشاركان اهتماما وهدفا واحدا، وهو استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن يكون الفرنسيون متشككين بشدة من محاولات توني بلير لإلقاء بيان أعدته الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا يهدف لمنع حدوث تصادم دبلوماسي على خلفية المسعى الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس.
وحسب قول الصحيفة فإن المملكة المتحدة لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن موقفها من التصويت، غير أن كاميرون يبدو أنه متعاطف مع الحجج الأمريكية. واختتمت الصحيفة قائلة إن رئيس الوزراء البريطاني تجنب في خطابه ماهية الرد البريطاني في حال وصلت القضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن، حيث قال: "لا يوجد قرار يمكن أن يكون بديلا عن السياسة الضرورية لتحقيق السلام".