تعرض جمعية النهضة العلمية والثقافية جيزويت القاهرة - مساء السبت المقبل، الفيلم الأسباني "حتى المطر" من إنتاج 2010 ، ومدته 90 دقيقة ، وهو حائز على 12 جائزة دولية ، الفيلم بطولة جايل جارسيا برنال ، ولويس توسر ، ومن إخراج ايشيار بولاين ، والفيلم ناطق باللغة الإسبانية ومترجم للعربية. وتدور أحداث الفيلم حول شخصيتين هما "سباستيان" و"كوستا" صديقان حميمان ، ويقرر كوستا إخراج فيلم عن كريستوفر كولمبوس ، يظهر فيه دوافع كولمبوس من السعي وراء الذهب إلى اصطياد العبيد والعنف الانتقامي ضد الهنود المقاومين ؛ في المقابل تتوازن قصته مع القساوسة الذين كانوا أول من ارتفعت أصواتهم دفاعا عن الهنود.
ولكوستا مخطط جنوني ، غير أن الطريقة الوحيدة لإتمام الفيلم بميزانية متواضعة هو تصويره في بوليفيا وخلال معاناة كوستا وسباستيان لانجاز فيلمهما يزداد العنف في المجتمع البوليفي يوما بعد يوم ، حتى تتفجر كل المدينة إلى ما يعرف الآن بحرب المياه البوليفية.
والمفارقة هنا أن مصطلح حتى المطر، عبارة يمكنك أن تنطقها بطرق عديدة، بشكل تقريري ، أو استفهامي ، أو استنكاري ، وهذا هو المقصود تماما في الفيلم والذي يتناول قضية مهزلة ومأساة تعيشها الطبقات الفقيرة في دول تسيطر عليها حكومات عميلة، ففي بوليفيا في بداية القرن الواحد والعشرين، اتفقت الحكومة مع شركات متعددة الجنسية على فكرة شيطانية ، بأن يبيعوا للمزارعين الفقراء مياه المطر وعلى ما يبدو أن اسم الفيلم جاء نتيجة فجاعة القصة من بيع مياه المطر.
ويأتي هذا الفيلم الإسباني أيضا في سياق مراجعة راديكالية من جانب بعض المثقفين في أسبانيا الآن للسياسات الغربية التي حملت تناقضات الرأسمالية بكل شراهتها للمال ، على حساب أي شيء وكل شيء ، فهى المراجعة التي تنظر إلى الماضي في أسى وغضب معا ؛ كأن الحضارة الغربية تسأل نفسها: ماذا فعلت للإنسانية وبها ذلك المشروع الاستعماري من عصر النهضة حتى الآن؟.