قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، إن «رئيس حكومة تسيير الأعمال، عصام شرف، يجر سفينة الوطن بحبل، بعد أن تعطلت جميع المحركات». وخلال افتتاح مقر الجماعة بالمعادى، أمس الأول، دعا بديع المجلس العسكرى إلى «تسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة فى أسرع وقت»، وقال: «يا حضرة المجلس العسكرى، سلم السلطة لأن الجيش مهمته حراسة الحدود المصرية»، مستطردا إن ميليس زيناوى رئيس وزراء إثيوبيا رفض توقيع أى اتفاقيات خاصة بتقسيم مياه النيل، إلا بعد انتخاب حكومة يشكلها البرلمان.
وطالب بديع بالاستغلال الأمثل لمناخ الحرية الموجود الآن بوحدة كل التيارات الوطنية واندماجها فى تيار وطنى واحد ووحدة واحدة تضم كل الناصريين واليساريين والإسلاميين وكل التيارات الوطنية المنغمسة فى العمل السياسى، رافضا الدعوة التى أطلقها بعض منتسبى تيار الإسلام السياسى بالدخول فى تحالف إسلامى، حتى لا تكون محصلة كل القوى فى النهاية صفرا.
وأضاف بديع: إن الشعب المصرى بعد أن ذاق حلاوة الحرية لن يفرط فيها، ولن يخون دماء الشهداء، وقال إن الشعب لم يثر من أجل استبدال طاغوت بطاغوت آخر.
وقال بديع فى كلمة مطولة استغرقت نحو الساعة، تخللها العديد من القفشات والنكات التى ألقاها بديع على الحضور الكثيف، فى سرادق أشرف على تنظيم المرور أمامه عسكريون تابعين لوزارة الداخلية، إن جميع الحضور «بمن فيهم الزهرات، والأشبال هم أبناء الإخوان فى المرحلة الابتدائية، جاءوا جميعا يحملون الخير لكل العالم، بعد أن تربوا فى مشاتل الإخوان المسلمين».
واستطرد بديع إن النظام الفاسد «وضع خطة محكمة لتجفيف منابع الإسلام وأتقنها ودبرها لكن الله أحبط مخططهم ورد كيدهم، لأن من عادى هذا الدين قصمه الله، فعلى مدى 30 عاما كان عنبر 3 فى سجن طرة هو عنبر الإخوان المسلمين ولم يخل طوال تلك المدة الزمنية من أى معتقل إخوانى والآن بعد الثورة أصبح عنبر الحزب الوطنى ووزراء الحزب الوطنى وقيادات الحزب الوطنى وأضاف أن خيرت الشاطر وحسن مالك، آخر من أفرج عنهم من المعتقلات بعد الثورة قالا له إن ما يجرى للقيادات الوطنى إنما هو تصديق لقول الله عز وجل: «لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم»، قائلا إن الإخوان لهم فى ذمة مبارك ونظامه 40 ألف معتقل، و20 ألف سنة سجن، سيأخذونها يوم القيامة.
وأضاف بديع إن الحكومة السابقة أذاعت مسلسل الجماعة فى رمضان قبل الماضى من أجل تشويه صورة الإخوان المسلمين، إلا أنه فى رمضان الفائت كانت الجماعة، ومصر كلها تتفرج عليهم وعلى مسلسل محاكماتهم، وشاءت إرادة الله أن تقرأ كل مساجد مصر فى صلاة التراويح فى يوم محاكمة الرئيس المخلوع «قل الله مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء».
وعرض بديع موقف الإخوان من النزول إلى المليونيات المتكررة قائلا: إن تكرار المليونيات يفقدها زخمها ويفقدها قوتها على التأثير خصوصا مع عدم اكتمال الحشود المليونية، مستدركا «كتر المليونيات تقل المعرفة».
ووزع شباب من الإخوان المسلمين على الحاضرين استمارات تعارف خاصة بالجماعة، وطلبات عضوية خاصة بحزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للجماعة، على الرغم من القول المتكرر بالفصل التام بين الحزب والجماعة.