أوباما متورط فى بعض سياسات بوش، وعاجز عن إنهاء حربى العراق وأفغانستان.. رغم تراجع القيادة الأمريكية فى مواجهة «الإسلاموفوبيا» (العداء للإسلام)، إلا أنه لا دور للإسلاموفوبيا فى صنع سياسات الإدارة الحالية، بحسب رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) نهاد عوض. عوض يضيف أيضا فى حوار مع «الشروق» أن على أوباما إصلاح علاقته الفاترة جدا مع المسلمين الأمريكيين أولا ليتسنى له فتح صفحة جديدة مع مسلمى العالم. فإلى نص الحوار: ● بعد مرور 10 أعوام على هجمات سبتمبر.. ما تقييمك لنتائج حرب أمريكا على ما تعتبره إرهابا؟ هذه السياسة فاشلة، فأمريكا أصبحت أقل أمنا، وأعداؤها باتوا أكثر عددا عما قبل سبتمبر 2001. وآثار هذا الفشل واضحة فى تدمير دول كالعراق وأفغانستان، وخسائر مهولة فى الأرواح، وتراجع الاقتصاد الأمريكى. ● فى ضوء هذه الحرب.. كيف ينظر بقية الأمريكيين للمسلمين فى المجتمع الأمريكى؟ يمكن تقسيم الأمر إلى ثلاث مراحل، الأولى: بعد الهجمات مباشرة، وحينها اهتم الأمريكيون بالتعرف على الإسلام للحكم على ادعاءات تنظيم القاعدة بخصوص الإسلام، وهو ما أدى إلى تعرف الكثير منهم على الإسلام عن قرب واحترامه، حتى ان بعضهم اعتنق الإسلام. ثم المرحلة الثانية، التى شنت فيها واشنطن حروبا على العراق وأفغانستان، ما أعطى انطباعا خاطئا عن المسلمين. أما المرحلة الثالثة فتتمثل فى وجود مؤسسات وتنظيمات قوية، بتمويل وبمساندة من المحافظين المتطرفين الجدد، تعمل على تشويه صورة الإسلام فى كل المجالات، ما أوجد خوفا وعداء غير مبررين من الإسلام (إسلاموفوبيا). ● وهل مازال ل«الإسلاموفوبيا» دور فى صنع السياسة الأمريكية؟ لا. فإدارة الرئيس باراك أوباما لا تتبع نفس نهج إدارة جورج بوش الابن، ولكنها متأثرة وما زالت متورطة فى بعض سياسات بوش.. أوباما عاجز عن إنهاء ملفات حرب العراق وأفغانستان. لكن فى نفس الوقت هناك الآن تراجع على مستوى الإدارة الأمريكية عن مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا». ● وماذا عن هذه الظاهرة فى أوروبا فى ضوء تواصلك مع قيادات الأقليات المسلمة هناك؟ هذه الظاهرة أصبحت عالمية، ولكنها فى أوروبا تتخذ أشكالا اجتماعية أكثر منها سياسية. ويوجد تنسيق بين الجماعات المناهضة للإسلام فى كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا لمواجهة ما يعتبرونه مدا إسلاميا. ● هل من تأثير لمطالب الجماعات اليمينية المتطرفة بإنهاء الوجود الإسلامى فى أمريكا؟ بالطبع فعندما تنفرد هذه الجماعات بوسائل إعلام، مثل قناة «فوكس نيوز» وغيرها، وفى ظل مساندة الكثير من السياسيين، لابد أن يكون لها تأثير سلبى على الرأى العام الأمريكى الذى لا يرى ولا يسمع فى إعلامه إلا هذه الأصوات. ● ما تقييمك لإستراتيجية أوباما فى التعامل مع المسلمين؟ أوباما مد يده ليفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامى، ولكن اتهام البعض له بأنه يفعل ذلك لأنه مسلم تسبب فى تباطؤ سياسته فى هذا الاتجاه. عليه أن يبدأ بتحسين علاقته الفاترة جدا مع مسلمى أمريكا أولا ثم يتجه إلى مسلمى الخارج. ● فى ظل هذه الأوضاع ما مدى تأثير المسلمين فى الحياة السياسية الأمريكية؟ رغم محاولات تهميشنا والتشكيك فى ولائنا لبلدنا من قبل أصوات الأقلية المتطرفة، إلا أنه خلال السنوات العشر الماضية أصبح هناك عضوان مسلمان فى الكونجرس، وزاد بشكل كبير جدا إقبال المسلمين على دراسة الإعلام والقانون والسياسة، وزاد دورهم فى الحياة السياسية. ● أخيرا.. ما دور منظمة «كير» فى مساندة مسلمى أمريكا؟ المنظمة تعمل على تحسين نظرة الأمريكيين للإسلام والمسلمين عبر توزيع الكتب وأقراص «الدى فى دى» على المكتبات العامة.. فضلا عن حملة «تعلم ولا تحرق»، التى أطلقتها المنظمة عقب إحراق القس الأمريكى تيرى جونز نسخا من القرآن الكريم، وتوفر هذه الحملة نسخا من القرآن باللغة الإنجليزية. هذا إضافة إلى الدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين الأمريكيين التى يكفلها القانون.