قدمت فرقة بيت القبارى المسرحية بالإسكندرية عرض "يهودى مالطة" للكاتب المسرحى كرستوفر مارلو من إخراج محمد الزينى،وذلك على مسرح السامر في أطار فعاليات المهرجان الختامي لفرق الاقاليم المسرحية. وتدور أحداثه فى القرن السادس عش حول يهودى بخيل يُدعى باراباس الذى يعيش فى مصر مستغلاً صلاحياته كفرد مصرى بالإدعاء ليدبر مكائد ومؤمرات ضد الدولة المصرية، بل وكل من حوله، مستلهماً أفكار الفيلسوف ميكافيللى متبعاً مبدئه العام فى الغاية تبرر الوسيلة، فتتوالى الأحداث حول خططه المستمرة كمكون رئيسى فى حياة الشخصية وجزء ضرورى لبنية اليهودى الدرامية التى تناولتها العديد من الأشكال الفنية التى يتميز بها مثل البخل، الدهاء، إستغلال أقرب الناس إليه فضلاً عن الخيانة، وحب التملك والإنتفاع المادى، كما أن حيلته الأساسية التى لا تنفصل عن هدفه وهى الخداع، ولكن تنكشف حيلة لأنه يحاول أيضاً إستغلال أخته فى الانتفاع منها، فتثور هى عليه بدورها وترفض أفكاره تماماً. ويطرح المخرج في هذا العمل رؤية تاريخية تقدم حالة التمرد العديد من الغرب على الاستعمار العثماني أبان زمن الاستعمار التي راحت الدولة العثمانية تنشرها على العالم الغربي، وكل محاولات التحرر من هذا التسلط، فقد استخدم المخرج تيمة معروفة وهى "الخير والشر" والدلالة تضح من اسم الشخص "باراباس" وهو الاسم الذي له رمز فى التراث المسيحى "باراباس" هو اللص المختار بدلاً من المسيح، عندما وضع بيلاطس الاختيار في يد الشعب اليهودي ليختاروا بين المسيح واللص باراباس فى إطلاقه من السجن وإعفاءه من الصلب، ولكن الشعب اليهودي يختار هذا اللص وهو دلالة لا تخلو من المعنى فى أن فكر الإنسان اليهودى يرنو نحو الشر والخيانة ولا يستطيع أحد أن يثق بهم. والجدير بالذكر أن المخرج عالج الفكرة بطريقة أرسطين كلاسيكن وهى تتناسب مع الحدث التاريخي بشكله السردي، حيث أنه قد قدم المسرحية كما هي، لم يعتمد على أسلوب الفرجة بل على القص في إطار الحكاية، ويمتد عرض المسرحية في الفترة 10 الى 24 أغسطس الجاري.