نقل دبلوماسيون إسرائيليون مؤخرا رسالة من الإدارة الأمريكية إلى الحكومة الإسرائيلية حذرت من أن تدهور العلاقات الإسرائيلية التركية ينال من المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، إلا أن مسؤولا إسرائيليا أكد اليوم الأربعاء أن إسرائيل ستصر على رفضها الاعتذار لتركيا عن قتل تسعة أتراك على متن سفينة كانت متجهة إلى غزة العام الماضي، مما يبعد أي احتمال للمصالحة بين الحليفتين السابقتين. وأكدت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا على إسرائيل لحملها على تقديم الاعتذار لتركيا عن حادثة أسطول الحرية بهدف توطيد علاقاتها مع أنقرة، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى الحفاظ على مصالحها عبر إعادة تهدئة الأجواء بين الأتراك والإسرائيليين. وأوضحت الصحيفة "أن الإدارة الأمريكية تسعى لتوطيد علاقاتها مع تركيا من أجل التعامل مع الأزمة الداخلية السورية، خاصة وأن للولايات المتحدة وتركيا مصالح مشتركة تتمثل في إسقاط بشار الأسد وتنصيب رئيس آخر أكثر اعتدالا خلفا له من أجل إعادة الاستتباب لسوريا". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد تلقى رسالة مماثلة من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قبل نحو 3 أسابيع تحث إسرائيل على إبداء الاعتذار لتركيا. وكانت وسائل إعلامية قد ذكرت في وقت سابق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو تراجع عن فكرة الاعتذار لتركيا تخوفا من تدهور شعبيته التي تأثرت بالمظاهرات الحاشدة على غلاء المعيشة. تقرير بالمر ومن جهة أخرى، تأجل تقرير الأممالمتحدة الذي يطلق عليه اسم "تقرير بالمر" مرارا للسماح لإسرائيل وتركيا بتسوية الخلاف. ونقل مسؤولون إسرائيليون عن نسخ مسبقة من التقرير أنه سيدافع عن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت تركيا التي لها مندوب مثل إسرائيل في لجنة الأممالمتحدة التي يرأسها رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالمر إنها لن تقبل مثل هذه النتيجة. وتصف إسرائيل هجومها على السفينة بأنه كان إجراء احترازيا لمنع وصول أسلحة إلى حماس وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى عبر البحر. ويصف الفلسطينيون وداعموهم الحصار بأنه عقاب جماعي غير مشروع. وقالت الأممالمتحدة إنها تتوقع إعلان تقرير بالمر هذا الشهر.