فى الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس السابق، حسنى مبارك، أمام جنايات القاهرة، أفرجت المحكمة عن مبارك، بقرارها التحفظ عليه فى المركز الطبى العالمى على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى. المدينة التى ظلت طول ما يزيد على 6 أشهر مختنقة بالحواجز المكثفة، والحشد الأمنى، بدأت الآن تتنفس، وأجمع خبراء السياحة على أن السياحة الأجنبية ستشهد انتعاشة فى القريب العاجل، طالما زال حاجز الخوف ورحل مبارك. محافظ جنوبسيناء، اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، يلفت لرحيل الرئيس السابق عن شرم الشيخ بالتزامن مع المؤتمر السياحى المنعقد فى روسيا بحضور وزير السياحة المصرى منير فخرى عبدالنور حتى يتم إعادة السياحة الروسية من جديد إلى المدينة، حيث تحتل السياحة الروسية المرتبة الأولى فى شرم الشيخ تليها الإيطالية ثم الإنجليزية، ويتوقع بهذا أن تنتعش السياحة الروسية. يضيف شوشة أن نسبة الإشغالات فى شرم الشيخ حاليا تصل إلى 60%، مشيرا إلى أن شرم استقبلت العام الماضى 5 ملايين سائح ولكن هذا العام نتيجة لأحداث الثورة فمن المتوقع أن تستقبل المدينة 2.5 مليون سائح هذه العام، وهى نسبة «ممتازة بالمقارنة بالأحداث التى شهدتها مصر منذ 25 يناير»، حسب شوشة. وأوضح شوشة أن السياحة الإيطالية بدأت فى التوافد على شرم الشيخ، مضيفا: «أتوقع أن ترتفع خلال اسبوعين خاصة أن هناك حجوزات جديدة فى الفترة القادمة وأيضا السوق الروسية بدأت فى العودة ويتوقع أن تصل نسبة الإشغالات فى شرم الشيخ خلال سبتمبر القادم 100%». رئيس جمعية المستشمرين بشرم الشيخ، هشام على، يؤكد أن وجود مبارك أثر بالفعل على شرم الشيخ وانخفضت نسبة الإشغالات فيها لأن الأمن كان يولى اهتماما كبيرا لوجود الرئيس المخلوع، وبالتالى كان السائح يشاهد الكردونات حول المستشفى فيشعر بالقلق والخوف، ولكن الآن سيقوم الأمن بالدور الطبيعى له وهو حماية السياحة والسياح. الخبير السياحى، عادل شكرى، يعتبر رحيل مبارك عن شرم كفيلا لأن يشعر السائح بالأمان ويعطيه الثقة فى العودة مرة أخرى، مشيرا إلى أن شركات سياحية سوقت للفترة القادمة، وهى موسم السياحة الروسية والإنجليزية إلى جانب الإيطالية، وأوضاف أنه من المتوقع أن تكون فترة عودة السياحة بقوة إلى المدينة فترة قصيرة لا تتعدى شهرا بعد أن تم إزالة الحواجز الأمنية من أمام المستشفى. الشيخ سالم حميد، أحد كبار عائلة بدوية، يقول إن كل تصريحات المسئولين بأن وجود مبارك لم يؤثر على السياحة «شعارات كاذبة، إذ إن وجود مبارك أصاب السياحة فى شرم بالشلل التام». وطالب حميد المشير طنطاوى وعصام شرف بزيارة شرم الشيخ وعقد مؤتمرات بها لتنشيط حركة السياحة. إيمان المصرى، مستثمرة بالمدينة، تربط بين انفراجة السياحة ورحيل مبارك، وقالت: «كل شىء سيتغير، والأوضاع ستتحسن لأن عامل الخوف زال، وشركات السياحة تسوق الآن بقوة للموسم الجديد»، مؤكدة أن النشاط السياحى سيعيد العمالة التى تم تسريحها. أمس الأول، فتح قرار المحكمة نقل مبارك إلى المركز الطبى العالمى الباب للمدينة لأن تسترد عافيتها، ويأمل خبراء السياحة فى أن تعود الحركة السياحية لسابق عهدها، وتستبدل ذاكرة الخوف والقلق، بذكريات النشاط والعمل.