انتقد خبراء وتربويون ارتفاع نسب النجاح فى بعض مواد الثانوية العامة إلى 100%، واصفين مثل هذه الامتحانات بالرديئة والتافهة والمخلة بمبدأ التمييز بين الطلاب الذى يجب أن يتوافر فى أى امتحان فضلا عن امتحانات الثانوية العامة، التى تحدد مصير الكثير من الطلاب، وطالبوا بتشكيل لجنة فنية سياسية محايدة للتحقيق فى الأمر. كان الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم قد أعلن أمس الأول عن ارتفاع نسب النجاح فى نتيجة الثانوية العامة مقارنة بالأعوام السابقة بشكل عام، وارتفاع نسب النجاح فى بعض المواد لتصل إلى 100% فى مادة الاقتصاد والإحصاء (للمرحلة الأولى) (الصف الثانى) الثانوى، التى وصلت فى المرحلة الثانية (الصف الثالث) إلى 99.7%، وعلق الوزير «مكنتش متخيل إن ده هيحصل». ووصف الدكتور هانى درويش الأستاذ بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى الامتحان الذى ينجح فيه كل الطلاب وتكون نسبة النجاح به 100% بالامتحان الضعيف، لأن أى امتحان لابد أن يراعى مواصفات الورقة الامتحانية، فى أن يحتوى على أسئلة تقيس التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم وحل المشكلات، ويقيس ما بين 16 20% من الأسئلة مهارات التفكير العليا التى تميز بين الطلاب المتفوقين وغيرهم، ولابد أن تكون نتيجة الامتحان حصول نسبة قليلة ممن خاضوه على جيد جدا وامتياز، ويحصل على مقبول وجيد نسبة كبيرة من الطلاب ويرسب فيه نسبة قليلة، بما يعنى أن 68% من الطلاب متوسطون ويحصلون على درجة متوسطة فى الامتحان. ولفت درويش إلى أن ارتفاع المجاميع فى ثانوية هذا العام يقلق الكثير من أولياء الأمور، لأن الطالب الذى يحصل على 97% هذا العام لن يستطيع دخول كلية الطب مثلا، لأن هذه الكلية ستقبل الحاصلين على 99%، فى الغالب. «ده امتحان تافه وملىء بالخلل ويفتقر لأبسط شروط الورقة الامتحانية», بهذه العبارة وصف الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، الامتحانات التى وصلت فيها نسب النجاح إلى 100% و99%، قائلا: الامتحان الجيد لابد أن يوضح الفرق بين الطالب المتميز والطالب المتوسط، مطالبا الوزارة بضرورة فتح تحقيق فى هذا الأمر من قبل لجنة سياسية لتوضح ما إذا كان الامتحان وضع بطريقة صحيحة أم لا، وما إذا كان التصحيح تم بالشكل المطلوب أم لا. واشترط أن تكون اللجنة سياسية وليست فنية، لأن الفنية ستقدم تقريرها المعتاد بأن «الامتحان راعى مواصفات الورقة الامتحانية وليس به أى أخطاء». بينما رأى الدكتور شبل بدران عميد تربية الإسكندرية أن وصول نسبة النجاح فى أحد الامتحانات إلى 100% أمر وارد الحدوث، خاصة بالنسبة للمواد التى تعتمد على الحفظ والاجابات المحددة مثل الاقتصاد والاحصاء، مرجعا السبب فى ذلك إلى نجاح المعلمين فى توقع الاسئلة التى تأتى فى الامتحان، نافيا قبوله لمثل هذا الأمر فى مادة فلسفية تحتوى على أسئلة للرأى. وعن سهولة الامتحانات بشكل عام هذا العام وارتفاع نسبة النجاح العامة فى الثانوية العامة قال إن أسئلة الثانوية العامة وضعت فى ظل ثورة 25 يناير وهو ما جعل هناك نوعا من التحرر فى وضع الأسئلة، وجاءت الأسئلة هذا العام بعيدة عن روح التحدى للطالب كما كان يحدث كل عام. وأوضح بدران أن مشكلة الثانوية العامة لا تتركز فى الحصول على مجاميع مرتفعة أو منخفضة بل المشكلة الأساسية هى أن الأماكن محدودة فى التعليم العالى ولابد من التوسع فى التعليم الجامعى ليشمل أكبر عدد من الطلاب، لأن الجامعات فى مصر تستوعب نسبة 25% فقط من الشريحة العمرية من 18 إلى 23 سنة، فى حين أن الدول الخليجية تستوعب الجامعات بها نسبة 35%، والأردن 33% ولبنان 31% وأمريكا 85%، وهو ما يوضح العجز الواضح فى الجامعات المصرية.