يستقبل طلاب الثانوية العامة بمرحلتيها الأولى والثانية ثالث أسابيع امتحاناتهم اليوم، والتى تستمر حتى الثانى من يوليو المقبل، وما زال أمامهم أن يعبروا الامتحان فى مواد الأحياء والكيمياء والجبر والفراغية، والتاريخ وعلم النفس والاجتماع والتربية الوطنية والاقتصاد والإحصاء، فضلا عن امتحان التفاضل والتكامل الذى يخوضه اليوم طلاب الصف الثالث. وكانت الامتحانات التى بدأت فى 11 يونيو الحالى قد اتسمت بالهدوء إجمالا رغم بعض الشكاوى من امتحانات بعض المواد، والتى أظهرت نتائج العينات العشوائية للامتحانات أنها أغلبها شكاوى فردية، مع ارتفاع الحد الأدنى للنجاح فى هذه المواد. وانتقد تربويون قرار وزير التربية والتعليم أحمد جمال الدين موسى باعادة توزيع درجات أسئلة امتحان اللغة الانجليزية للمرحلة الأولى بعد شكاوى من بعض الطلاب، ووصفه الدكتور شبل بدران عميد تربية الإسكندرية بالمتسرع الذى لم يرتكن إلى الأسلوب العلمى لإرضاء أولياء الأمور، واتفق معه الدكتور محمد الطيب عميد تربية طنطا السابق مؤكدا أنه كان من المفترض انتظار نتيجة تصحيح العينة العشوائية للمادة قبل إعادة توزيع درجات الاسئلة، ليمكن التبين من ثبوت شكوى الطلاب من عدمها، وبعدها يشكل لجنة فنية من الخبراء من أساتذة الجامعة والمركز القومى للامتحانات لتقوم بدراسة الأمر، وتحدد ما إذا كان الأمر يستدعى إعادة توزيع الدرجات أم لا. فيما وصف الدكتور محمد فتح الله الباحث المتخصص فى القياس والتقويم النفسى والتربوى بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، امتحانات الثانوية العامة إجمالا بالامتحانات المتخلفة عن ركب الحضارة، والتى لم تتغير منذ عشرينيات القرن الماضى، فى شكل الورقة الامتحانية أو وقت الامتحان، منتقدا إلغاء الوزيرين أحمد زكى بدر وجمال الدين موسى لدور المركز وتهميشه كمؤسسة علمية متخصصة فى تقويم الاختبارات، وقصر دور المركز على وضع مواصفات الامتحان التى لم تتغير هى الأخرى منذ سنوات طويلة، فى حين كان المركز حتى وزارة يسرى الجمل يضع المواصفات، ثم يشارك فى لجان وضع الامتحان، ثم يشارك فى لجنة تقييم الاختبارات ويراقب عمليات تقدير الدرجات، فيما يسمى بمراقبة جودة التصحيح، متسائلا كيف يشكل الوزير لجنة من الوزارة لتقييم الاختبار، وكيف تكون الوزارة متهمة وقاضية فى نفس الوقت. وأوضح فتح الله أن لجان وضع الامتحان تخلو من متخصصين فى القياس التربوى، ويقتصر المشاركون فيها على أعضاء من فى المحتوى العلمى للمواد من أساتذة الجامعة ومن مكتب مستشار المادة بالوزارة فقط، وهؤلاء يفتقر أغلبهم إلى المبادئ الأساسية فى مهارات وضع الامتحان الجيد، وقياس قدرات المتعلمين، وفقا لأهداف محددة لقياس كل سؤال قبل وضعه، وليس وفقا للمعايير العالمية للاختبار، والتى تتضمن تدريب المعلمين والطلاب عليها، وتكافؤ الفرص والثبات والصدق والموضوعية، والتى تتناقض مع كون امتحان الفيزياء مثلا سهل فى عام وصعب فى عام آخر، وتتضمن أيضا أن تدور الاسئلة حول نواتج التعلم المستهدفة فى محتوى المواد ويعرفها المعلمون والطلاب، وليس فى أى جزئية فى المنهج كما يحدث الآن بحسب فتح الله.