28 محافظًا فى مصر يترقبون حركة المحافظين التى أعلن رئيس الوزراء، عصام شرف، إجراءها قبل نهاية الشهر الحالى: من سيبقى؟ من سيرحل؟، حتى الآن لا أحد يعرف. المتوقع، هذه المرة، أن تكون الكلمة العليا لشرعية الثورة وارتياح المواطنين ورؤى القوى السياسية حول المحافظ، ف«المغضوب عليهم» شعبيا، لن يكون لهم مكان، بينما المرضِىّ عنهم، ربما لن يحاول رئيس الحكومة استبعادهم إلا لتصعيدهم لمناصب أعلى. ولأن اهتمام المواطن العادى بشئون السياسة، منذ الثورة، يتزايد تدريجيا، أصبح الكلام عن تغيير وزارى أو حركة محافظين، زادا يوميا للمواطنين فى الشوارع، عمن يبقى ومن يرحل. «الشروق» حاولت استطلاع مواقف الشارع المصرى فى المحافظات، حول مواقفهم من محافظيهم، وما إذا كانوا مع، أو ضد، رحيلهم. لم يتلق المحافظون أى تعليمات حول حركة المحليات المتوقعة قريبا، ولم يصلهم أى شىء بشأنها، لا من رئيس الوزراء، عصام شرف، ولا من وزير التنمية المحلية، محسن النعمانى، حسبما أكد عدد منهم، استطلعت «الشروق» آراءهم حولها. محافظ الجيزة د. على عبدالرحمن، الذى تواردت أنباء عن كونه على قائمة الذين سيتم تغييرهم بتلك الحركة، أكد أنه إلى الآن لم يخطر بشىء رسمى بينما تسير الأمور بالمحافظة على الوجه الأمثل معلقا: «لم يرد لدينا شىء من هذا القبيل حيث تسير الأوضاع بشكل طبيعى». واتفق معه محافظ المنيا اللواء سمير سلام فى عدم صدور أى قرارات بهذا الشأن، مؤكدا أن المواطنين متعاونون معه بشكل كبير والعمل ممارس بشكل طبيعى بالمحافظة. وانتقد محافظ المنيا رفض الأهالى للمحافظين الذين ينتمون للأجهزة الأمنية قائلا: «ليس من المنطقى أن نحكم على المحافظ من خلال كونه منتميا إلى الجهاز الأمنى أم لا، بل يجب الحكم عليه بأدائه بالمحافظة، والحركة الجديدة ستشمل اختيارات لإرضاء المواطنين وامتصاص غضبهم بهذه المرحلة الحرجة». وفى الوقت ذاته أكد محافظ سوهاج اللواء وضاح الحمزاوى أنه من المفترض أن يعامل المحافظ على أساس أدائه وليس الجهة التى ينتمى لها، مضيفا: «يجب على المواطنين التخلص من فكرتهم السلبية عن الشرطة حيث إن العهد تغير وما زال هناك رجال شرطة شرفاء». وقيم الحمزاوى تجربته بمحافظة سوهاج بأنها «تجربة ناجحة بجميع المقاييس خاصة مع الاستجابات الواسعة التى حدثت من الأهالى»، ناصحا المحافظين الجدد المقبلين على تولى المسئولية بأن يحرصوا على التواصل مع الأهالى ويدرسوا مشاكلهم بأنفسهم دون اللجوء إلى الوسطاء بينهم. وشدد الحمزاوى على أنه لا يجب أن يضيق صدر المحافظ بأعباء ومتطلبات محافظته خاصة فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد بعد ثورة 25 يناير قائلا «يجب على المحافظ تحقيق جميع مطالب الناس المشروعة بالرغم من أن هناك مطالب تفوق إمكانيات المحافظ»، مؤكدا أن «المحافظ أولا وأخيرا ابن الشعب ومهمته تتمثل فى خدمة الأهالى ورعاية مصالحهم». وأوضح محافظ سوهاج أن توقيت حركة التغييرات مناسب جدا حيث إن طبيعة المرحلة الحالية تتطلب ذلك. ومن جانبه انتقد رئيس وحدة دعم اللامركزية بجامعة القاهرة د. سمير عبدالوهاب أداء الحكومة الحالية فى اختيار حركة المحافظين السابقة، مؤكدا أنها كانت مفتقدة للحث السياسى والاجتماعى ولم تلب متطلبات المرحلة الحالية كونها حرجة ودقيقة. وطالب عبدالوهاب الحكومة أن «تتحسس خطواتها نحو المواطنين فى حركة المحافظين المقبلة حتى لا تزداد الأوضاع سوءا»، مشيرا أن المرحلة المقبلة لا بديل فيها غير كسب رضا المواطنين. محافظون على كف عفريت المحافظون المنتظرون