أكد محمد العرابي، وزير الخارجية، أن مواقف الرأي العام المصري أصبحت تمثل إضافة إلى الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 25 يناير، لأن هذا الرأي العام أصبح يقرر ويرفض أو يؤيد وبات على الدبلوماسية تنفيذ مطالبه، وقال العرابي، خلال استضافته بملتقى رياض النيل الذي أقامه سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة السفير أحمد قطان الليلة الماضية: إن التحرك الدبلوماسي الآن يولي أهمية خاصة للعالم العربي والإفريقي، فالعرب أكدوا أن مصر عادت لهم والأفارقة يقولون، إنهم يريدون أن تسطع شمس مصر على إفريقيا كلها. وأكد العرابي أن موضوع محاكمة الرئيس السابق لم يثار في أية دولة خلال جولته الخليجية الأخيرة، سواء في السعودية أو الإمارات أو البحرين، موضحا أن التعهدات العربية والدعم المادي المقدم جاء بدون أي طلب من مصر، وأن هذه التعهدات صادقة بالفعل وأول شريحة جاءت من السعودية ومرت على البنك المركزي، وقال: إنه خلال جولته الأخيرة كان هناك إقرار من الدول العربية بأن رمانة الميزان في المنطقة هي مصر القوية. وأضاف، نحن حاليا في حالة حوار مع إيران حتى نصل إلى إقامة شكل صحي في تلك العلاقات، تقوم على أسس ثابتة حتى لا ترتد مرة أخرى، ويجب التشاور في كل شيء، لأن مصر وإيران من أكبر الدول في المنطقة، وعندما يأتي الوقت المناسب لرفع درجة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين سيحدث ذلك فورا، وأردف قائلا: نحن نسير في الطريق السليم للوصول إلى الهدف، وهناك بعض الإجراءات ستتخذ في القريب العاجل بشأن العلاقات بين البلدين. وعن العلاقة مع أمريكا، قال العرابي: إننا نمر بعهد جديد في المنطقة، يتطلب من دول العالم أجمع إعادة صياغة علاقاتهم بدول المنطقة بما فيهم أمريكا التي تشعر الآن بضرورة إحراز تقدم في عملية السلام، مضيفا، مصر الآن دولة ذات حرية وإرادة، والندية والمصالح المشتركة سيكونا عنوان علاقتنا مع أمريكا، وبدأنا في هذه الخطوة بعد عملية التمويل الأمريكية التي حدثت لبعض المنظمات غير الحكومية في مصر عقب الثورة، ووقفنا في هذا الموضوع وأعربنا عن احتجاجنا على سياسة أمريكا في هذا الشأن، وهناك حوار دائر الآن للوصول إلى صيغة قانونية لتنظيم هذه المسائل. يذكر أن العرابي عقب انتهاء الملتقى توجه إلى الدوحة لحضور اجتماع لجنة المتابعة العربية، والذي يعقد في وقت لاحق اليوم بالعاصمة القطرية، وعن عودة العلاقات المصرية الإيرانية وتأثيرها على علاقتنا مع دول الخليج، قال: إنه لم يسمع من أي دولة خليجية أن هناك تحفظا أو فيتو على قرار مصر الذي يعتبر إرادة مصرية بحتة لا يتدخل فيه أحد. حضر الملتقى نخبة من كبار الشخصيات، من بينها الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء السابق، وعلي لطفي، رئيس الوزراء الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، عمرو موسى، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وكبار الإعلاميين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي بالقاهرة.