أكدت وكالة الأنباء الحكومية في تونس، اليوم الأربعاء، أن قوات الجيش أطلقت أعيرة نارية في الهواء لفض اشتباكات بين أهالي في مدينة قفصة جنوبي البلاد، واستعملت فيها السيوف والسكاكين والعصي في استمرار لحالة الانفلات الأمني التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق قبل نحو ستة أشهر. ودارت هذه الصدامات بسوق الفجر وبشارع فلسطين وبحي النور. واستعملت قوات الأمن الداخلي الغاز المسيل للدموع، كما انتشرت الآليات العسكرية وتعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة بأهم المفترقات وحول محيط المنشآت الحيوية، وذلك بهدف تفريق هذه المجموعات التي تراشقت فيما بينها بالحجارة، مستعملة كذلك الهراوات والسيوف والسكاكين. ولم يعرف على الفور أسباب الصدامات بين الأهالي.. ونتيجة لهذه الصدامات التي لم تخلف قتلى شلت مظاهر الحياة بالمدينة، حيث أغلقت المحلات والفضاءات التجارية، وأيضا المؤسسات الإدارية، وتوقفت حركة النقل، وهو ما خلق حالة كبيرة من الهلع والخوف في نفوس المواطنين الذين سارعوا بالعودة إلى منازلهم. وكانت قد جدت مساء أمس، وحتى ساعات متأخرة من الليل، صدامات عنيفة بين هذه المجموعات في بعض الأحياء، وعلى مستوى عدد من المفترقات الطرقية، حيث أحرقت العجلات المطاطية وحاويات القمامة ووضعت الحواجز لقطع حركة سير السيارات على مستوى الطرقات الرئيسية والفرعية للمدينة. واستعملت قوات الأمن الداخلي الغاز المسيل للدموع، وأطلقت قوات الجيش الوطني أعيرة نارية في الهواء للحيلولة دون احتكاك المجموعات المتنافرة فيما بينها. وتكافح الحكومة المؤقتة في تونس لإعادة الاستقرار الأمني والهدوء للبلاد التي تستعد لإجراء أول انتخابات بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير الماضي. وستجرى انتخابات المجلس التأسيسي في 23 اكتوبر المقبل. وستكون مهمة المجلس صياغة دستور جديد لتونس ورسم الملامح الكبرى للنظام السياسي في البلاد.