اختارت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، الكويت لتجربة الرادار منخفض الترددات لمسح المياه الجوفية فيها، بعد تجربته في كوكب المريخ، وذلك لتشابه طبيعة الصحراء الكويتية بسطح كوكب المريخ. وذكر محمد الراشد، مدير إدارة موارد المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية، أن الاستعدادات تجري لتوقيع اتفاقية تعاون فضائي مع "ناسا"، إضافة إلى الاستعدادات لبدء المرحلة الثانية من مشروع استخدام الرادار منخفض الترددات لمسح المياه الجوفية، موضحا أن هذه المرحلة التي ستبدأ في شهر أكتوبر المقبل ستكون لاستكشاف الصحراء الكويتية ومسح شامل للمياه الجوفية فيها، والثالثة لتصنيع قمر صناعي يحمل علم الكويت وشعار المعهد، لاستكشاف المياه الجوفية على سطح المريخ. وقال: إن المرحلة الأولى تمثلت في تجربة الرادار في صحراء الكويت بعد المريخ، ومعايرته للصفات الجيولوجية والصحراء بشكل عام، وكانت النتائج مبشرة، حيث وصلنا لأعماق 40 مترا تحت الأرض، وبالتالي عرفنا كميات المياه الجوفية العذبة في شمال الكويت، وعرفنا أيضا التغير في مستوى سطح المياه، وهذا مهم جدا لإدارة الموارد المائية في شمال الكويت. وأشار الراشد إلى أن المرحلة الثانية ستبدأ في أكتوبر المقبل، وسيتم خلالها عمل مسح شامل للمياه الجوفية في دولة الكويت، بينما يجري حاليا تطوير التقنية لتصل إلى 1200 متر تحت سطح الأرض، وبذلك يتم الحصول على معلومات كافية عن المياه الجوفية بالكويت بدون حفر الآبار، وإعطاء معلومات عن نوعية المياه واستكشاف مياه جديدة في تلك الأعماق التي لم يتم الوصول إليها من قبل. وأكد أن المرحلة الثالثة تتمثل في تصنيع قمر صناعي لمسح المياه الجوفية على الصحراء بشكل عام، حيث سيتم تصنيع جزء من هذا القمر الصناعي في الكويت، من أجل معرفة تأثير التغير المناخي على المياه الجوفية، وسيكون ذلك بالتعاون مع مراكز الأبحاث العلمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لافتا إلى أن علم الكويت وشعار المعهد سيكونان على القمر الصناعي أثناء عمله، وسيكون هناك مركز معلومات في المعهد يستقبل المعلومات من القمر الصناعي، وسيلتقط صورا فضائية لأي جزء في العالم. وأضاف، أن هذا هو أول تعاون علمي بين ناسا ودولة شرق أوسطية، وأن ناسا جهة حكومية علمية ولا تهدف للربح، بل أنها تنفق مليارات الدولارات كل سنة على مشاريعها، وأن الكويت دخلت في المشروع كشريك علمي وليس كجهة ممولة، ممثلة في معهد الأبحاث، وستغطي فقط تكلفة الأعمال التي يقوم بها المعهد من زيارات ل"ناسا" والأبحاث التي سيتم إجراؤها والطلعات الجوية.