•• «يشاع أن دور الناقد الرياضى هو التعليق على الأحداث وتحليلها لكنى أبدا ما شعرت أنى بحاجة إلى تعليق قدر حاجتى إلى التنوير.. والتنوير فى أحد أشكاله هو ما يقوم به الناقد الرياضى لكن للاسف نتجاوز عن بقية الأشكال.. ببساطة نريد أن نعرف كيف تقدمت الأمم رياضيا، ما هى اللوائح المستحدثة فى الرياضة، ما هو التسويق الرياضى ولماذا الجميع يقول إن قانون السبعينيات فاشل وما الفاشل فيه وكيف نثور رياضيا؟ وما هى مقومات تلك الثورة وعلى ماذا تعتمد؟». لا يسعنى إلا الترديد وراءك الصبر يارب. ••هذا تعليق من الأستاذ إيهاب السيد ضمن تعليقات تناضل من أجل القيم والرياضة الحقيقية. وردى أنى أحاول منذ بدأت عملى فى هذا المجال، وتناولت العديد من الأحداث الرياضية العالمية، وأضرب مثلا واحدا قصة الأرقام العالمية التى سقطت فى السباحة القصيرة، وأسباب ذلك، وأهم تلك الأسباب هو الملابس الجديدة التى أحدثت ضجة فى قدر مقاومة جسد السباح للماء.. وأحيانا أجد أن رد الفعل هو معارضة ذلك، باعتبار أنه مالنا ومال هذه الدول التى صعدت إلى القمر، وعندما تحدثت عن بطولة ويمبلدون للتنس قبل انطلاقها، قال قراء «يا عم انت بتتكلم على إيه.. شوف إحنا فى إيه؟». •• وكنت أنا شخصيا «أشوف عصر السبت نهائى ويمبلدون للسيدات، واستمتعت بانتصار التشيكية بترا كيفتوفا على الروسية ماريا شارابوفا، لكنى استمتعت أكثر بالروح الرياضية بين اللاعبتين، وباحترام الروسية المهزومة لمنافستها المنتصرة.. إننى أفتقد ذلك بشدة.. لكن التعليق لا أعنى به إعادة قراءة المقروء أو وصف الموصوف، ولكنه التحليل، وإضافة معلومة للقارئ أو المشاهد والمستمع، فكيف حدث ما حدث ولماذا ومن فاز ولماذا؟.. وهذا جزء من مهام الناقد الرياضى والإعلامى بصفة عامة.. لكن للأسف للمرة الألف، أصبحت أفضل نسب المشاهدة فى حالات تبادل السباب، والنضال من أجل أندية والتعبير عنها، بجلوس مقدمى برامج فى مقاعد المشجعين، هذا للزمالك وهذا للأهلى، وهذا للإسماعيلى.. ثم يكفى أن تستضيف شخصية وتبدأ الحديث بأن فلان قال عنه كذا، ليتحول البرنامج إلى «وصلة ردح»، وتلمع عيون المقدم بانتصاره، على الضيف، وعلى المشاهد.. الصبر وحده لم يعد كافيا يا أستاذ.. •• نحن الآن فى وسط «مملكة الاعتراض»، فلا أحد حتى يرغب فى أن يسمع رأيك، ولا حتى يفهمه، وهؤلاء يرون الأخطاء، ويبررونها، ولأن كلمة الحق توجع، فإنهم يتوعدونك، بالسحق وبالرد.. وهى ظاهرة عامة فى السياسة والرياضة والأدب والثقافة، فلا حوار ديمقراطيا فى السياسة، ولا أخلاق فى الرياضة، ولا أدب فى الأدب والثقافة.. هو فيه إيه؟ •• منحنى قارئ بليغ وهو الأستاذ مجدى، فكرة جميلة، حيث قمت بإجراء تعديل على نص أرسله لى: «إن أحسن طريقة لتجعل من يختلف معك فى رأيك يوافقك هو أن توافقه على رأيه فسوف يصاب بالحيرة.. عندما لا يجد ما يستحق الاعتراض؟!».