«كان أصحابى فى التحرير.. اتصلوا بنا وبلغونا إن فى ضرب نار فى الميدان.. رحنا نشوف فى إيه ونطمن عليهم.. وصلنا الساعة 12 مساء وكان الميدان فيه عدد قليل من المتظاهرين يهتفون ضد المشير طنطاوى ويطالبون بإعدام الرئيس السابق مبارك ومحاكمة المسئولين، وكانوا محاصرين بالأمن المركزى ومجموعة من البلطجية الواقفين بجوار الأمن المركزى، حاملين المطاوى والأسلحة البيضاء، ويمنعون دخول الناس إلى الميدان»، بهذه العبارة بدأ إسلام أسامة «19 سنة»، الذى يسكن فى منطقة عابدين، وأحد المصابين فى أحداث العنف التى اندلعت مساء أمس الأول فى ميدان التحرير. وواصل إسلام الذى يرقد فى مستشفى المنيرة العام «ضرب النار كان من ناحية الجامعة الأمريكية ومجلس الشعب، وأصبت بطلق نارى فى الذراع اليمنى». وبمرارة شديدة يقول: «حسيت إن مفيش حاجة اتغيرت وأن البلد زى ما هى.. ونفس أسلوب الداخلية مع المتظاهرين واستخدام العنف والقنابل المسيلة للدموع التى كانت أقوى من المستخدمة فى الثورة.. مش عايزين نشوف الأيام دى تانى حرام الشهداء اللى راحوا». وعلى مقربة من إسلام يرقد إبراهيم سلامة «24 سنة» مجند الأمن المركزى، بعد ان وصل فى الساعة التاسعة من صباح أمس مصابا بارتجاج فى المخ وكدمات شديدة فى الجسم كله. قال إبراهيم وهو يصرخ من الألم: «حرام والله اللى بيحصل فى البلد ده، دول مش متظاهرين عاديين.. دول بلطجية كانوا حاملين مطاوى وسنج وأسلحة بيضاء وضربونى وحاولوا إلقائى فى النار». وتابع المجند المصاب: «كنت واقفا عند وزارة الداخلية مساء أمس الأول.. وبدأ المتظاهرون فى إلقاء الطوب علينا من أمام الوزارة ومن شرفات الشقق، واضطررنا إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، ولكن الضرب زاد فى الساعات الأولى من صباح أمس أكثر من المساء بدأوا يقتربون منا وحاولنا الجرى والفرار منهم إلا أنهم تمكنوا من اللحاق بى وانهالوا بالضرب على.. وأوقعونى على الأرض، وأشعلوا زجاجات المولوتوف ونار كثيفة وحاولوا إلقائى بها، لولا ان بعض زملائى المجندين أنقذونى».