دعت الوفود المشاركة في فعاليات المؤتمر الأول لتحالف قوى المسار الصحيح الذي نظمه الاتحاد العام لنقابات العمال بالتنسيق مع اتحاد المصريين في الخارج، تحت شعار "إيد على إيد.. تزرع وتبني"، بهدف وضع استراتيجية قومية لإصلاح مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذي اختتم أعماله اليوم الأربعاء، إلى مساندة العمال والفلاحين في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير في دفع عجلة الانتاج وتشجيع عودة المصريين بالخارج إلى الاستثمار في مصر. وأشاد السفير أحمد لقمان، المدير العام لمنظمة العمل العربية، التي تتخذ من القاهرة مقرا دائما لها، بما حققته ثورة 25 يناير وتصحيح المسار السياسي والاجتماعي وتقديم المفسدين إلى المحاكمة. وقال لقمان -في كلمته خلال المؤتمر- إن ثورة التغيير الحقيقية هي الثورة على التواكل والمحسوبية والتسيب والإهمال لتحقيق معدلات أعلى للتنمية في البلاد العربية، مؤكدا أن مصر تستطيع أن تحقق تحولا اقتصاديا واجتماعيا يقود المنطقة العربية بأكملها، لافتا النظر إلى أهمية دعم الاستقرار لأنه بدون عودة الاستقرار والأمن لن تعود عجلة الإنتاج مرة أخرى، وطالب الحكومات الحالية بتلبية مطالب شعوبها للقضاء على البطالة والفقر. من جانبه، أكد إبراهيم إسماعيل فهمي، أمين صندوق الاتحاد العام لعمال مصر والقائم بأعمال رئيس الاتحاد، أن مرحلة مصر ما بعد الثورة تتطلب توحيد الصفوف لإعادة بناء ما هدمه النظام السابق بسبب الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي من خلال زيادة الإنتاج ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى الاستفادة من خبرات أبناء مصر في الخارج والاستفادة من خبرات الدول الخارجية في تطوير التعليم، مؤكدا أن تحالف قوى المسار الصحيح يسعى إلى تصحيح المسار الاقتصادي والاجتماعي لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير، معلنا تضامن الاتحاد مع الاتحاد العام للفلاحين للمساهمة في حل المشكلات التي تواجههم لتحقيق نهضة زراعية بمصر خلال السنوات المقبلة. وأكد رجب معتوق، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، في كلمته خلال المؤتمر، على ضرورة تمسك اتحاد العمال بوحدة العمل النقابي، موضحا أن العمال والفلاحين يمثلون ما يزيد على 80% من الشعب المصري. وانتقدت بعض القيادات العمالية -خلال المؤتمر- إعلان وزارتي المالية والقوى العاملة للحد الأدنى للأجر دون مشاركة اتحاد العمال ودعم القوى العاملة للنقابات المستقلة على حساب اتحاد العمال. من جانبه، أكد محمد الغرياني، مؤسس المسار الصحيح ورئيس اتحاد المصريين في الخارج، أن المسار ساهم في تحقيق أول ائتلاف للعمال والفلاحين لتحقيق أهداف الثورة المصرية، مؤكدا أنه لن تكون هناك نهضة حقيقية في مصر دون تحقيق الاكتفاء من احتياجاتنا الأساسية في المحاصيل الزراعية المصرية وتطوير الصناعة. وأشار الغرياني إلى أن المسار يسعى للتنسيق مع مجلس الوزراء والقوى السياسية المختلفة لضمان حقوق العمال والفلاحين في الدستور الجديد الذي سيتم إعداده بما يتوافق مع المواثيق والأعراف الدولية، داعيا إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في تقديم المساعدات الإنمائية للعمال والفلاحين لرفع كفاءتهم الإنتاجية وتشجيع استثمارات المصريين العاملين في الخارج للاستغناء عن المنح والمعونات الخارجية. بدوره أشار محمد حمزة، أحد مؤسسي الائتلاف ومبادرة "ساعدنا نبني مصر"، أن تحالف قوى المسار الصحيح يستهدف دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويسعى لرفعة مصر بعد أن أخذت الثورة مسارا مخالفا وأصبحت تسرق من بعض القوى لتحقيق أهداف سياسية. وأشار حمزة إلى أن حركة المسار بدأت في مايو الماضي، لتحقيق مجموعة من الأهداف في مقدمتها الحفاظ على مقدرات الثورة وأهدافها وإلقاء الضوء على العمال والفلاحين والقوى الوطنية باعتبارها القوى الفاعلة لبناء مصر الحديثة، إضافة للمطالبة بحقوق العمال والفلاحين في التمثيل السياسي في صياغة التشريعات والقوانين التي تحقق طموحاتهم. وكان قد حضر افتتاح المؤتمر الذي شاركت فيه العديد من القوى العمالية والسياسية والحركات السياسية، زينب الديب، عضو المجلس الدولي لليونسكو ورئيس المشروع القومي للتنمية بمصر، ونهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، وبعض نشطاء المجتمع المدني