نوه عصام شرف رئيس الوزراء، خلال مؤتمر ومعرض المشروعات الممولة من الصندوق المصري الأوروبي للابتكار، الذي عقد اليوم الاثنين بمشاركة عدد كبير من الوزراء ومسؤولي بعثة المفوضية الأوروبية بمصر، إلى أن مصر ارتبطت بعلاقات سياسية وثقافية واقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي في إطار عملية برشلونة، وسياسة الجوار الأوروبي، والاتحاد من أجل المتوسط، وتم حديثا تعضيض العلاقات العلمية بتوقيع اتفاقية العلوم والتكنولوجيا بين مصر والاتحاد الأوروبي عام 2005. ودعا شرف إلى تعزيز دور البحث العلمي ليصبح قضية رأي عام في مصر، لافتا إلى أن ثورة "25 يناير" وما أعقبها من طموحات وتطلعات بممارسة ديمقراطية، يجب أن تؤثر إيجابيا على سياسات التعليم العالي والبحث العلمي في مصر. وأضاف، أن الجانب الأوروبي ساهم في تمويل برنامج البحوث والتنمية والابتكار بمقتضى اتفاقية العلوم والتكنولوجيا الموقعة بين الطرفين، وأن الحكومة المصرية تنظر إلى البحث العلمي بوصفه أحد القطاعات الحيوية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تولي أهمية خاصة للتعاون الدولي لتحقيق أهداف مصر الإستراتيجية، وبناء مجتمع قائم على المعرفة، في ضوء التحول من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد قائم على المعرفة خلال العقدين الماضيين. وذكر شرف أن الاتحاد الأوروبي، وفقا لإستراتيجية لشبونة، يرغب في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة الأكثر تنافسية وديناميكية على مستوى العالم، لافتا إلى أن ذلك الهدف الطموح يستلزم من دول الاتحاد الأوروبي تحقيق طفرة كبيرة في التنمية العلمية والتكنولوجية، وتعزيز الشراكة والتعاون مع دول الجوار وخاصة مصر، التي ترتبط بتاريخ وطيد ومصير مشترك مع الاتحاد الأوروبي، وتمتلك أيضا موارد بشرية وطبيعية يمكن توظيفها لخدمة المنفعة المتبادلة والتنمية المستدامة للمنطقة بأسرها. وأضاف، أن مصر، على سبيل المثال، تتمتع بتوفر مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، والتي يمكن التوسع في إنتاجها وتصديرها لدول الاتحاد الأوروبي في المستقبل عبر البحر المتوسط، لتغطية فجوة دول الشمال، والتي سيولدها نقص المنتجات النفطية واستخدامها في تحلية مياه البحر، وزراعة الصحراء في دول جنوب البحر المتوسط. وأوضح أن الطاقة المتجددة تتمتع بأنها "طاقة نظيفة" تحد من الآثار الضارة للأجيال القادمة، لافتا إلى أن مصر تتطلع إلى تعاون وثيق مع دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبي في مجالات بحوث وتكنولجيا الطاقة الجديدة والمتجددة. وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر، السفير مارك فرانكو: إن تبادل المعلومات والتكنولوجيا والمهارات كانت ولا تزال السمة المميزة للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي. وأضاف، أن الاتحاد الأوروبي حريص على الاستمرار في تعزيز اهتمام مصر بتشجيع البحث العلمي والابتكار، من خلال تمويل المرحلة الثانية من برنامج البحوث والتنمية والابتكار. وأشار إلى أن التعاون في مجال البحث العلمي بين مصر والاتحاد الأوروبي سيشهد مزيدا من النمو، وخاصة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث سيتم تبادل الخبرات في إطار التعاون بين شطري منطقة البحر المتوسط.