أعرب توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية لمنطقة الشرق الأوسط، عن اعتقاده بضرورة أن تقوم السلطات المصرية بوضع خطة اقتصادية واجتماعية لصياغة مستقبل مصر، محذرا من خطورة التركيز على إجراء إصلاحات سياسية دون العمل على إحداث تغيير اقتصادي، يحقق الرخاء ويحسن الظروف المعيشية للمواطنين، وأكد بلير، في حوار مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الخميس، أهمية السماح بممارسة حرية التعبير والشعائر الدينية، نظرا إلى أن هذه تعد من ركائز الديمقراطية، حيث إن ممارسة الديمقراطية لا تقتصر على حق التصويت في الانتخابات. وحول ليبيا، قال بلير: إن العقيد الليبي معمر القذافي وضع نفسه في مأزق حقيقي، بعد رفضه إجراء الإصلاحات التي يتطلع إليها شعبه، والتركيز على استخدام كل الإمكانيات المتاحة لقمع مواطنيه، وأعرب عن دعمه الكامل للتدخل الدولي في هذه الأزمة، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي، بينما يشهر القذافي أسلحته في وجه أبناء شعبه، ويستخدم أساليب وحشية لقمعهم. بينما رأى بلير أنه لا يمكن القيام بتدخل مماثل في سوريا، نظرا إلى أن العديد ينظرون إلى الرئيس السوري بشار الأسد كشخص قادر على إجراء إصلاحات، كما أنه لا يوجد ترحيب بتدخل دولي في سوريا، فضلا عن أن انهيار نظام الأسد في سوريا قد يجلب حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وفيما يتعلق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي، أعرب بلير عن اعتقاده أن السبيل الأوحد لتسوية الأزمة يتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس حل الدولتين، والتوصل إلى اتفاق بشأن قضية ترسيم الحدود وحق العودة. من جهة أخرى تسلم جيمس وات، سفير بريطانيا الجديد لدى مصر، مهام عمله، وذلك خلفا لدومينك أسكويث، وقدم صورة من أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية، ونقل بيان وزعته السفارة البريطانية بالقاهرة، اليوم الخميس، قوله: "إن الفترة الحالية فترة تاريخية بالنسبة لمصر والمنطقة، ويمكن لعملية تحول مصر إلى دولة ديمقراطية أن تصبح نموذجا تحتذي به دول أخرى كثيرة في المنطقة". وأضاف، أن بريطانيا لها تاريخ طويل من المصالح المشتركة القوية مع مصر، وسوف تظل شريكا نشطا وفعالا يقدم مساعدته وعونه، بينما تواصل مصر إعادة بناء نفسها ودورها القيادي في المنطقة، وأوضح البيان أن جيمس وات بدأ عمله الدبلوماسي عام 1977، وكانت أول خدمة له بالخارج كسكرتير أول بالسفارة البريطانية بإمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 1980 إلى 1983، ثم التحق بعد ذلك بالبعثة الدائمة لبريطانية بالأممالمتحدة عام 1985 كمسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وحفظ السلام بمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة. وأفاد أن وات تولى منصب رئيس إدارة الأممالمتحدة ورئيس لوحدة حقوق الإنسان في الخارجية البريطانية عام 1989، ثم أصبح نائبا لرئيس بعثة السفارة البريطانية في عمان بالأردن برتبة مستشار عام 1992، ثم نائبا لرئيس المفوضية العليا في باكستان عام 1996، كما أن السفير وات قام بنشاط بحثي خلال الفترة من عام 1998 إلى عام 1999 أثناء فترة تفرغه للدراسة بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن، ثم أصبح مسؤولا عن حماية رعايا بريطانيا بالخارج بتوليه منصب مدير الشؤون القنصلية بالخارجية البريطانية، ثم عين سفيرا بلبنان عام 2003، ثم سفيرا بالأردن عام 2006 .