خرج آلاف الإسرائيليين أمس السبت في تل أبيب في مسيرات تطالب حكومتهم بالموافقة على حل الدولتين، وذلك في الذكرى الرابعة والأربعين لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط أنباء عن تداول الحكومة الإسرائيلية للمبادرة الفرنسية للسلام. وشارك في المسيرة نحو عشرة آلاف من اليهود والعرب وسط تل أبيب يطالبون بقيام "دولة فلسطينية لمصلحة إسرائيل" ضمن حدود 1967، ورفعوا لافتات حملت رسومًا كاريكاتورية ساخرة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع عبارة "نتنياهو يقودنا إلى الكارثة". وهتف المتظاهرون "نتنياهو يقول لا لدولة فلسطينية، ونحن نقول نعم"، و"إسرائيل وفلسطين دولتان لشعبين"، و"متضامنون مع الفلسطينيين". وكانت حركات إسرائيلية– حزب ميريتس وحركة السلام الآن المناهضة للاستيطان- قد نظمت هذه المسيرة التي انطلقت من ساحة رابين وانتهت بتجمع في باحة متحف تل أبيب. وفي الضفة الغربية، أقام مسيحيون قداسًا من "أجل السلام والعدالة" عند حاجز عسكري إسرائيلي قرب بيت لحم، وتعبيرًا عن رفضهم استمرار الاحتلال. وعلى المستوى الرسمي، ذكرت مصادر إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرس المبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وذلك عقب موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عليها. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الوزير في حزب الليكود جلعاد إردان قوله "إن نتنياهو سيدرس المبادرة التي تقدمت بها فرنسا أخيرًا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين". أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رأت أن المبادرة "لا تلبي طموح الشعب الفلسطيني، ولا تجيب على الأسباب التي أدت إلى اتخاذ القرار بعدم الذهاب للمفاوضات". وجاء ذلك على لسان القيادي في الجبهة عماد أبو رحمة الذي قال في تصريح مكتوب تلقت قدس برس نسخة منه، أن "هذه المبادرة تستهدف قطع الطريق على التوجه الفلسطيني للذهاب إلى الأممالمتحدة في سبتمبر القادم". وأضاف أن هذه المبادرة ترمي إلى استدراج الفلسطينيين إلى مربع "المفاوضات العبثية"، معتبرًا موافقة عباس عليها "خطأ سيدفعه للسير في طريق مجهول رغم معرفته الأهداف الحقيقية التي تقف وراءها". وكان عباس قد أعلن الجمعة الماضية قبوله للمبادرة الفرنسية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ ما يزيد على سبعة أشهر للتوصل إلى اتفاق حول الأمن والحدود قبل سبتمبر القادم، الموعد الذي حدده الفلسطينيون للتوجه إلى الأممالمتحدة لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال عباس لرويترز على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من روما إلى عمان "المبادرة الفرنسية تتحدث عن رؤية الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أطلقها في خطابه وتحدث فيها عن دولة بحدود 67 ولها حدود مع إسرائيل ومصر والأردن وفيها أيضًا الامتناع عن أعمال أحادية الطرف، ونحن قلنا من حيث المبدأ إن هذه المبادرة مقبولة". يشار إلى أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قد سلم الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خلال زيارته للمنطقة قبل أقل من أسبوع دعوة إلى حضور مؤتمر سلام في باريس في موعد لاحق من هذا الشهر.