القدس المحتلة، رام الله، غزة - وكالات الأنباء: في تحد سافر لإرادة المجتمع الدولي، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل ستواصل أعمال البناء في المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة متجاهلا مشاعر الاستياء التي انتابت الادارة الأمريكية لموقفه المتعنت.صرح بذلك في سياق جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوعية التي عقدت أمس في كيبوتس دجانيا المطل علي بحيرة طبريا بمناسبة الذكري المئوية لتأسيس حركة الكيبوتسات. ومن جانبه، قال القائم بأعمال مندوب إسرائيل الدائم لدي الأممالمتحدة ميرون رؤوفين إن إسرائيل لن توقف أعمال البناء في المستوطنات إلا في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وأعرب عن قلق إسرائيل من احتمال توجه الدول العربية إلي الأممالمتحدة لاستصدار قرار منها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل التوصل إلي اتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وجاءت تصريحات المندوب الاسرائيلي قبل مشاورات في مجلس الامن حول النزاع في الشرق الاوسط تجري اليوم حسب ماذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. في المقابل، شكك أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه في نجاح الجهود الأمريكية لاستئناف عملية التفاوض في ظل التعنت الاسرائيلي. وقال أن خيار التوجه الي مجلس الأمن سيكون الخيار الفلسطيني والعربي الأول في حال فشل جهود استئناف المفاوضات مع اسرائيل، مشيرا الي أن القيادة الفلسطينية بصدد دراسة العديد من الخيارات الأخري. ونشرت صحيفة الاوبزرفر البريطانية أمس تقريرا عن مشاكل نتنياهو التي تهدد الحكومة الائتلافية التي يقودها. وقالت ان القرار الاخير بالموافقة علي بناء وحدات استيطانية في القدسالشرقية و"قانون الولاء" يهددان تحالف الليكود والعمل. وذكرت الابزرفر أن زعيم حزب العمل الاسرائيلي ايهود باراك يتوقع انهيار الحكومة بسبب توقف عملية السلام مع الفلسطينيين. ويهدد وزير الشؤون الاجتماعية اسحق هرتزوج وهو من حزب العمل ايضا، بالاستقالة من الحكومة ما لم تستأنف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بنهاية هذا الشهر. وتقول الاوبزرفر ان نتنياهو ربما يحاول استمالة حزب كاديما المعارض، الذي تتزعمه تسيبي ليفني، ليستمر في السلطة. وذكرت الصحيفة ان مشكلة نتنياهو ليست فقط في حليفه حزب العمل، بل ان الاجنحة اليمينية في الحكومة تضغط للاستمرار في الاستيطان. في تطور آخر، تظاهر الاف الاسرائيليين اليهود ومعهم العرب ليلة أمس الأول، هاتفين "لا للعنصرية نعم للديموقراطية" احتجاجا علي قانون الولاء لاسرائيل كدولة يهودية. ونظمت التظاهرة احزاب المعارضة اليسارية ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان. وسار المتظاهرون في وسط تل ابيب حتي مقر وزارة الدفاع، ورفعوا لافتات كتب عليها "نحن اليهود والعرب نرفض ان نكون اعداء" و"لا للكراهية". وانتقد المتظاهرون رئيس الوزراء ووزير الخارجية ليبرمان الذي يقف حزبه اسرائيل بيتنا وراء هذا التعديل. الذي يتطلب موافقة الكنيست ليدخل حيز التطبيق. علي صعيد آخر، أعلن مكتب نتنياهو ارجاء قمة كان يتوقع ان تعقد في باريس في 21 اكتوبر بمشاركة كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس حسني مبارك ونتيناهو. وقال مكتب نتانياهو "اتفقت الاطراف المعنية اثر مشاورات علي اتخاذ قرار بشان موعد اخر". واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ضمنيا ذلك وقال"الاجراءات الاسرائيلية الاستيطانية تعطل كل جهود السلام، لقد ضربت جهود الرئيس اوباما، والآن تضرب جهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي". وعلي الصعيد الأمني، استشهد فلسطينيان وأصيب ثالث خلال قصف اسرائيلي شمالي قطاع غزة فجر أمس. القصف نفذته طائرة إسرئيلية علي منطقة السودانية شمال غرب القطاع. وفجر أمس، اعتقلت قوات الاحتلال الطفل عمران منصور (11 سنة) الذي حاول مستوطن يهودي دهسه بسيارته في القدسالشرقية. وقامت باستجوابه بعد أن منعت أسرته من مرافقته رغم سوء حالة الطفل الصحية. في غضون ذلك، استؤنفت الاتصالات من أجل الإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة مند 2006. وهو ما أعلنه نتنياهو بنفسه حيث صرح لاذاعة الجيش الاسرائيلي بأن "الكثير من الجهود السرية" تبذل بدون أن يضيف أي تفاصيل. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية إن الوسيط الالماني توجه قبل أسبوعين الي قطاع غزة للقاء مسئولين في حركة حماس.