تجددت الاشتباكات العنيفة مساء أمس الخميس في العاصمة اليمنية صنعاء حيث دوت انفجارات كبيرة في المدينة، وسط توقعات بتصاعد المواجهات بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ صادق الأحمر، المعارض للرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن القوات الخاصة التابعة لصالح انتشرت للمساعدة في "تطهير" مبنى وزارة كانت القوات القبلية قد سيطرت عليه. وأفادت تقديرات بأن المعارك العنيفة المستمرة بين الجانبين منذ نحو عشرة أيام أسفرت عن مقتل 135 شخصًا على الأقل. وقال عبد القوي القيسي المتحدث باسم اتحاد قبائل حاشد إن الأسلحة التي حصلت عليها السلطات اليمنية من الولاياتالمتحدة لمحاربة الإرهاب تستخدم الآن ضد المدنيين. كما أفادت الأنباء بتعرض وحدات الفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الموجودة على مشارف ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء لقصف بقذائف الهاون. وأوضح مشاركون في الاعتصام أن قذيفتين سقطتا أمام سور الجامعة، كما أفادت أنباء بأن قناصة أمطروا ساحة التغيير بصنعاء بالرصاص الحي من اتجاه شارعي الرباط والقاهرة ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وردد عشرات الآلاف من المعتصمين داخل الخيام الهتافات المعارضة ووجهوا نداء استغاثة عاجلاً لكل المنظمات الإنسانية والدولية بسرعة التدخل "لمنع النظام اليمني من قتلهم على غرار ما حدث في ساحة الحرية بتعز". كما دعا شباب ما تعرف بثورة التغيير السلمي في اليمن كافة اليمنيين للمشاركة في أكبر حشود تشهدها البلاد اليوم الجمعة في إطار ما أسموها جمعة الوفاء. وفي تعز جنوب صنعاء، خاض مسلحون بعد ظهر أمس الخميس حرب شوارع مع القوات الحكومية ومسلحي الحزب الحاكم في شوارع المدينة. وأفاد شهود عيان أن السلطات تغلق المدينة بالكامل وتمنع الدخول إليها تخوفًا من وصول آلاف المحتجين من البلدات الثانوية في تعز. وكانت مصادمات اندلعت بين القوات الحكومية ومتظاهرين حاولوا التجمع بالقرب من ساحة الحرية بتعز، لكن القوات الحكومية صدتهم بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف حسب روايات شهود عيان ما أدى إلى إصابة اثنين منهم. كما إن عددًا من مشايخ محافظة تعز تعهدوا بحماية المتظاهرين الذين أسموهم "شباب الثورة" بعد هجوم عنيف شنته القوات الحكومية مسنودة بمسلحين من أنصار الحزب الحاكم على ساحة الحرية. في هذه الأثناء أعلنت الرئاسة السنغالية مساء أمس الخميس أن الرئيس اليمني طلب من الرئيس السنغالي عبد الله واد التدخل لحل الأزمة في اليمن. وقال بيان الرئاسة السنغالية إن الرئيس صالح اقترح وقفًا لإطلاق النار تعقبه انتخابات في اليمن لا يترشح فيها صالح. وجاء في البيان أن الرئيس صالح طلب تدخل الرئيس واد لدى فرنساوالولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولدى دول أخرى من اجل توفير شروط وقف إطلاق نار فوري ووضع برنامج انتخابات حرة وشفافة يتعهد صالح بقبول نتائجها. وأشار البيان إلى أن صالح قال في اتصال هاتفي مع واد إن المظاهرات في بلاده تحركها "قوات أجنبية مدعومة من القاعدة التي تسعى إلى زرع الفوضى في اليمن". كما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي استمرار جهود المجلس لحل الأزمة في اليمن. وقال مسوؤل أمريكي في السعودية أن المبعوث الأمريكي جون برينان غادر المملكة يوم أمس الخميس لإجراء المزيد من المحادثات بشأن اليمن في الإمارات العربية المتحدة. وتفيد تقارير بأن برينان يسعى لإقناع قادة البلدين في الضغط على صالح كي يقبل اتفاقًا يتضمن تنحيه عن السلطة. واتهمت السلطات الرسمية المعارضة بالوقوف وراء أزمة الغاز المنزلي ووقود السيارات في محاولة منها للضغط على النظام، بينما تنفي المعارضة ذلك، إذ قال القيادي في المعارضة اليمنية نايف القانص إن سكان العاصمة صنعاء يواجهون مخططًا من النظام لإذلالهم في معيشتهم لدفعهم للتذمر من حركة الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام وتحميل المعارضة وشباب الثورة مسئولية ما يحدث من أزمات حادة في السلع والخدمات. وكان رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن جان نيكولا قال في بيان للبعثة أن مئات اليمنيين من المدنيين وجدوا أنفسهم عالقين وسط تبادل إطلاق النار في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء، بينما جرح أو قتل عشرات الأشخاص من كل الأطراف وأن الأوضاع في تعز وأبين تزداد سوءاً مع اشتداد حدة المواجهات. وأضاف نيكولا "يواجه السكان في العاصمة وفي المدن الرئيسية الأخرى تحديات جديدة وعصيبة. فالناس يشعرون بالخوف وهم لا يعلمون ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع. ويقوم عدد كبير من العائلات بتخزين الطعام والماء خوفاً من حصول المزيد من العنف في الأيام المقبلة. ويمكن سماع أصوات الطلقات النارية ودوي الانفجارات على فترات طويلة وحتى خلال الليل".