حذر حامد كرزاي، الرئيس الأفغاني، قوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) والقوات الأمريكية، اليوم الثلاثاء، من استهداف منازل المدنيين الأفغان، وإلا سيتم اعتبارها قوات محتلة. وقال كرزاي: "إذا تم استمرار استهداف منازل المدنيين بعد إعلان الحكومة الأفغانية أنه يجب تفادي ذلك، فإنه سيتم تغيير توصيف القوات من قوة تحارب الإرهاب إلى قوة ضد الشعب الأفغاني وقوة محتلة". وأضاف: "في هذه الحالة التاريخ يكون شاهدا على كيفية تعامل الأفغان مع الغزاة"، في إشارة على ما يبدو لهزيمة الأفغان للغزاة الأجانب، من بينهم الاتحاد السوفيتي سابقا الذي سحب قواته من البلاد بعد احتلالها ما يقرب من عشرة أعوام. وتأتي هذه التعليقات بعد 3 أيام من الهجوم الجوي الذي شنه الناتو، وأسفر عن مقتل 12 طفلا وسيدتين في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان بحسب الحكومة. واعترف الناتو بمقتل تسعة مدنيين في هذه العملية، وقدم القائد الأعلى لقوات التحالف في المنطقة الجنوبية اعتذارا عن الهجوم. ويشار إلى أن هذه العملية جاءت بعد مقتل أحد جنود مشاة البحرية الأمريكية المارينز في هجوم نفذته طالبان في المنطقة. وقال كرزاي إن حكومته سوف تضطر لاتخاذ "إجراء أحادي"، ولكن ولم يوضح أي إجراءات سوف تتخذها حكومته مكتفيا بالقول إنه سيناقشها خلال اجتماع مع مسؤولي الناتو الأحد المقبل. وأضاف كرزاي: "يتعين عليهم معاملة أفغانستان كدولة ذات سيادة"، وقال: "أحيانا نتلقى بيانات منهم تعكس أنهم لا يستوعبون أنهم يعملون في دولة ذات سيادة". وأشار كرزاي إلى أنه "يتعين علينا أن نظهر بوضح تفهمنا أن أفغانستان حليف، وليست دولة محتلة، وطريقة تعاملنا مع الناتو تنبع من وجهة نظر حليف. وإذا انقلب الأمر للعكس إلى أسلوب محتل بالطبع يعلم الشعب الأفغاني كيفية التعامل مع ذلك". يذكر أن الخسائر في الأرواح بين المدنيين على أيدي القوات الدولية تعد مسألة حساسة في أفغانستان. ومعظم المدنيين يلقون حتفهم في هجمات جوية أو مداهمات ليلية تقوم بها القوات الأجنبية. وقد انتقد كرزاي بشدة هذه الحوادث طيلة أعوام، ولكن تحذير اليوم يعد الأقوى. وتقول القوات الدولية إنها تنسق جميع عملياتها مع السلطات الأفغانية، وأنها تبذل ما في وسعها للتقليل عدد الخسائر في الأرواح بين المدنيين. وكان كرزاي قد أصدر أوامره يوم السبت الماضي لوزارة الدفاع بمنع القوات الأجنبية من القيام بعمليات عسكرية دون تنسيق معها كما أمرها بالتحكم في جميع الهجمات التي يتم شنها ليلا. وعلي الرغم من تواجد أكثر من 140 ألف جندي أجنبي في البلاد، فإن هجمات المتمردين آخذة في التصاعد، ويعد العام الماضي أكثر الأعوام دموية بالنسبة إلى القوات الأجنبية والمدنيين الأفغان منذ الإطاحة بنظام طالبان في أواخر عام 2001. ويذكر أن أكثر من 2700 مدنيا قتلوا في أفغانستان العام الماضي معظمهم على أيدي متمردي طالبان.