يحتفل اليمن غدا الأحد على مستوى جميع المحافظات بالعيد الوطني الواحد والعشرين للوحدة بين شطريه الشمالي والجنوبي والإعلان عن الجمهورية اليمنية في 22 مايو عام 1990. ويأتي احتفال الجمهورية اليمنية هذا العام بالوحدة في ظل انقسام حاد بين أبناء الشعب اليمني بين مؤيد ومعارض للرئيس اليمني علي عبد الله صالح (الذي ينظر إليه كثيرون على أنه صانع الوحدة اليمنية) ، وللنظام الحاكم ككل، وذلك في ظل تغييرات وثورات على مستوى عديد من الدول العربية ومنها تونس ومصر وليبيا وسوريا. وحسب آخر انتخابات نيابية ورئاسية فإن الغالبية العظمى من الشارع اليمني تؤيد الرئيس صالح والنظام الحاكم ، غير أن الساحة اليمنية تشهد مظاهرات احتجاجية تتصاعد يوميا منذ الحادي عشر من شهر فبراير الماضي ويطالب المتظاهرون بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح وأقاربه ومعاونيه عن السلطة بل ويطالبون بمحاكمتهم بشأن قضايا فساد وغيرها. وإزاء هذا الانقسام الحاد في الشارع اليمني حول تأييد ومعارضة النظام باليمن ، تبذل دول الخليج العربية جهود وساطة بين السلطة والمعارضة باليمن من خلال مبادرة خليجية لحل الأزمة وهي المبادرة التي من المتوقع أن يتم التوقيع عليها غدا الأحد (الذي يوافق اليوم الوطني لليمن). وقد يؤدي توقيع المبادرة الخليجية إلى إعادة اللحمة المفقودة حاليا بين مختلف أبناء الشعب اليمني وإلى تأكيد أهمية الوحدة اليمنية في الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار المجتمع اليمني ، للمضي قدما في تحقيق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح والتمنية المستدامة. وتعد الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990 أحد أهم ثمار ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن الشمالي سابقا و14 أكتوبر 1963 في اليمن الجنوبي سابقا حيث أعلن في هذا اليوم عن اليمن بين شطريها الشمالي والجنوبي برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح. وفي الاحتفال بالعيد الوطني اليمني ، تطالب مختلف الفعاليات والمنظمات الحقوقية من خلال الندوات وورش العمل ، بضرورة الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها النموذج الوحدوي الوحيد على مستوى العالم العربي الذي كتب له النجاح والاستمرار لأكثر من عشرين عاما ، ويجب استمراره، لمواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف تشتيت العالم العربي وتحويل كل دوله إلي كيانات صغيرة. وفي ظل الظروف التي تمر بها اليمن حاليا، تطالب هذه المنظمات وكذا رجال الدين كل القوى السياسية والأحزاب والمنظمات والقبائل بالانخراط في الحوار الجاد والبناء من أجل ترسيخ الثقافة الوطنية التي تدعو إلي الوحدة والابتعاد عن العنف والفوضي الذي قد يؤدي إلي تشطير اليمن مرة أخري. وفي هذا الصدد كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حذر من أن ما تشهده اليمن حاليا من مظاهر عنف وفوضي في إطار سعي بعض القوي السياسية للسيطرة علي السلطة بالقوة وبعيدا عن الديمقراطية ، قد يؤدي إلي انقسام اليمن إلي أربع دول ، في الشمال للحوثيين وفي وسط وشرق وجنوب اليمن، مؤكدا أن الوحدة اليمنية عام 1990 هي أسمي ما تحقق لليمن في تاريخه المعاصر والقديم . وواجهت الوحدة اليمنية اختبارا صعبا ،فبعد أربع سنوات من إعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 برئاسة الرئيس على عبد الله صالح ، بدأت دعاوي الانفصال مرة أخري بين شطري اليمن (الشمالي والجنوب سابقا) في أبريل 1994 ، والتي أدت إلي ما عرف حينها بحرب الانفصال. وقد سقط في هذه الحرب الشرسة والدموية آلاف القتلي والجرحى في ثلاثة أشهر إلي جانب خسائر مادية فادحة في المعدات والممتلكات الخاصة والعامة ، أرجعت البلاد إلي الخلال عشرات السنين ، إلي أن انتهت الحرب بإعلان دعاة الانفصال تسليم أسلحتهم للقوات الحكومية وتمت إعادة الوحدة في السابع من يوليو 1994. وتواصلت التحديات في مواجهة الوحدة اليمنية ، خاصة خلال العقد الأخير، حيث حاول دعاة الانفصال العودة مرة أخري إلي الساحة اليمنية ، وبدأوا مطالبهم في المرحلة الأولي بامتيازات وحقوق مدينة واجتماعية ومالية لأبناء المحافظات الجنوبية . وفي مرحلة تالية تصاعد سقف المطالب بظهور ما عرف باسم " الحراك الجنوبي " والذي هدد بالسعي نحو "فك الارتباط بين الشمال والجنوب " والانفصال مرة أخري، وقد وجدت هذه الدعوة من يؤيدها من بين صفوف المعارضة اليمنية في الخارج وكذا بعض القوي والجهات الأجنبية التي تعمل جاهدة علي تفتيت العالم العربي ودوله.