تواصلت المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الحاكم باليمن، وسط تأكيد المعتصمين على تصعيد الاحتجاجات من خلال الزحف السلمي على القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء والمباني الحكومية على مستوى الجمهورية، وذلك بعد التنسيق بين قوي وائتلافات من أطلقوا على أنفسهم ثورة الشباب السلمية باليمن لتحديد موعد الزحف. وفي بيانات وزعت بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء وسط العاصمة، طالب المعتصمون دول الخليج بوقف وساطتهم ، وأكدوا رفضهم لأي مبادرة لا تؤدي إلى الرحيل الفوري للرئيس صالح عن السلطة. وطالب المعتصمون دول الخليج بمخاطبة الرأي العام ، وإبلاغه من المتسبب في "فشل" جولة مشاورات الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني –التي استمرت أربعة أيام بصنعاء - في التوقيع علي المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. وفي ندوة عقدت اليوم بالساحة، أكد النائب البرلماني منصور عزيز الزنداني (نائب رئيس البرلمان العربي) أنه جاء دور الخليجيين ليعترفوا بالثورة اليمنية كما اعترفوا بها ضمنا في المبادرة. وطالب دول المجلس بأن تعلن موقفها من فشل المبادرة، وتوضح للرأي العالمي من راوغ وتهرب من التوقيع عليها ومن يريد أن يقود اليمن نحو الاحتراب والتخريب. وقال الزنداني - في الندوة السياسية التي نظمها ائتلافات " أحرار السعيدة ، واليمن الجديد ، والصوت الحر" تحت عنوان (ساعة الصفر) إن "المبادرة الخليجية أوصلت الأشقاء الخليجيين إلى فشل دبلوماسي ذريع، وما كان يجب عليهم دبلوماسيا أن يحدثوا فيها أي تغيير أو تعديل لأن العالم أجمع على تأييدها ومباركتها ومع ذلك غيروا وعدلوا في نسخها الأربع وكلها تصب في مصلحة صالح". وأضاف "الآن جاء دور الخليجيين ليعترفوا بالثورة اليمنية صراحة كما اعترفوا بها ضمنا في المبادرة". وقال المتحدثون أمام الندوة السياسية بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء "إن العالم احتار في أمر الشعب اليمني وصموده نحو أربعة أشهر رغم أنه تكتل قبلي ويمتلك السلاح ، كما أن النظام الحاكم نفسه احتار في الثوار وعجز عنهم، وان الثورة كل يوم تكتشف خبرات إضافية وهي ماضية ومنتصرة وفي آخر أيامها". من جهته أكد رئيس المنسقية العليا للثورة اليمنية ياسر الرعيني رفض "الثوار" المطلق للمبادرة الخليجية في نسخها "الخمس" ، كما أكد رفض كل المبادرات منذ بدايتها. وأضاف أن الشرعية الآن أصبحت للثورة الشعبية ولا يمكن تجاوز مطالبها ، مطالبا مجلس التعاون الخليجي بقراءة الأحداث اليمني بصورة أوضح . وأكد أن ما تشهده البلاد هو ثورة بكل معاني الكلمة ، وليست أزمة سياسية بين أحزاب في السلطة والمعارضة ، مشيرا إلي أن تحالف اللقاء المشترك المعارض لا يتحدث باسم الشارع اليمني ، ولم يفوضه الثوار في الحوار مع الخليجيين أو حتي مع السلطة. وقال إن "كافة التكتلات اجتمعت لتحديد مواقف محدده، والإجماع على برنامج تصعيدي" ، مشيرا إلى الاستقالات المتتالية للمسئولين والبرلمانيين والزيادة في نسبة العصيان المدني بالمحافظات هي ضمن التصعيد السلمي ضد النظام. وأضاف أن "الزحف السلمي إلى القصر الجمهوري بصنعاء سيكون آخر وسيلة وآخر خيار للضغط على النظام". وفي سياق المظاهرات الاحتجاجية باليمن اليوم ، فقد شهدت عدة محافظات مظاهرات احتجاجية تصعيدية ضد النظام خاصة في تعز وعدن والحديدة ولحج والضالع والبيضاء وتطالب أيضا بالتنحي الفوري للرئيس صالح عن السلطة ، وتعبر عن رفضها للمبادرات لحل الأزمة باليمن. وفي محافظة البيضاءجنوب البلاد ، وقع مشايخ المحافظة وثيقة "عهد وإخاء" تدين إساءة أبناء المحافظة ضد أي يمني، وجاء في الوثيقة ، أن توقيعها يأتي من منطلق الحرص على حفظ الدماء والأرواح والممتلكات، وإخماد أي محاولة للزج بأبناء المحافظة وإثارة الفتنة بينهم. وتعهد المشايخ في الوثيقة بأن لا يرفع بعضهم على بعض السلاح، تحت أي مسمى ولأي سبب كان، وأكدوا وقوفهم ضد كل من يحاول ذلك ، كما أكدوا احترام حق وحرية التعبير عن الرأي بالطرق السلمية والبعيدة عن التعصب، ، وأكدوا في الوقت نفسه أن السلطة هي الجهة المسئولة عن حماية المؤسسات الرسمية والممتلكات العامة والخاصة، ولا يحق للسلطة إسناد هذا الأمر إلى أي جهة. في المقابل ، بدأ شيوخ القبائل وممثلو العديد من الفعاليات المدنية والشخصيات الاجتماعية في التوافد علي العاصمة صنعاء اليوم للمشارك في مهرجان خطابي يقام عقب صلاة الجمعة يوم غد ، تحت عنوان " جمعة 22 مايو" ، للتعبير عن تأييد الرئيس صالح والشرعية الدستورية ورفض العنف والفوضي ، وأختيرت هذه التسمية بمناسبة العيد الوطني اليمني الواحد والعشرين (عيد الوحدة 22 مايو 1990).