تواصلت المظاهرات الاحتجاجية اليوم الاثنين بالعاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية للمطالبة بإسقاط النظام ورفض المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، بينما نظمت العديد من منظمات المجتمع المدني اليمنية مظاهرات مؤيدة للنظام الحاكم، وذلك في الوقت الذي مازالت جهود دول الخليج تراوح مكانها بشأن حل الأزمة بالبلاد. ففي العاصمة صنعاء طالب المعتصمون أمام جامعة صنعاء تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية بالبلاد ) بوقف التعامل مع المبادرة الخليجية لحل الأزمة، وأكدوا أنه على الرغم من صدق نوايا دول الخليج لحل الأزمة، إلا أنها أخطأت عندما تجاهلت مطالب الشارع اليمني، وثورة الشباب السلمية. كما شهدت مدن تعز وإب وصعدة والضالع مظاهرات احتجاجية. ودعا المتظاهرون خلالها إلى تصعيد الاحتجاجات على مستوى محافظات الجمهورية، وتفعيل العصيان المدني في مختلف المدن اليمنية للضغط على النظام، في الوقت الذي أكد فيه شيوخ عدد من القبائل اليمنية أنهم سيوفرون الحماية للمحتجين سلميا ضد النظام. وفي السياق نفسه، نظم طلاب وطالبات جامعة الحديدة ( غرب اليمن ) مظاهرة احتجاجية أمام الجامعة، أعلنوا خلالها إصرارهم علي رفض الدراسة قبل رحيل النظام الحاكم، وذلك رغم اقتراب موعد بدء امتحانات نهاية العام الدراسي بمختلف كليات الجامعة. وعلى صعيد المظاهرات المؤيدة للنظام باليمن، نظم التحالف المدني للسلام وحماية الحقوق والحريات مسيرة شبابية جابت عددا من شوارع العاصمة صنعاء. وعندما وصلت المسيرة إلى مقر السفارة الأمريكية، قامت بتسليم رسالة للسفير الأمريكي جيرالد فاير ستاين. وأكد التحالف، الذي يضم 65 منظمة مدنية يمنية، في رسالته أن ما يجري في اليمن أزمة سياسية بمعناها الكامل بين أطراف العمل السياسي، وأنه لا يرتقي إلى ما يريد البعض توصيفها على أنها ثورة. وطالب المجتمع الدولي بأن يتعامل مع اليمن وفق خصوصياتها وإيجاد حلول تنزع الأزمة من جذورها. وسلم المتظاهرون للسفير الأمريكي نسخة من وثيقة قالوا "إنها تتضمن الانتهاكات التي تتعرض لها الحقوق والحريات العامة من قبل أحزاب تحالف اللقاء المشترك المعارض". وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات مؤيدة للديمقراطية والشرعية الدستورية، ورافضة لمحاولات الانقلاب على الشرعية الدستورية تجنبا لمخاطر كبيرة من شأنها أن تهدد وجود الدولة ومؤسساتها. على صعيد الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة خاصة في إطار المبادرة الخليجية، فقد مر اليوم الثاني من زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني لليمن، دون الإعلان عن التوصل لاتفاق بين السلطة والمعارضة لتوقيع المبادرة. ويرى مراقبون أن المبادرة الخليجية لم تستطع فقط المرور من عنق الزجاجة، بل إنها تختنق، خاصة بعد أن ترددت أنباء تفيد أن الحزب الحاكم يشترط ربط تنفيذ المبادرة بإيجاد حل للقضية الجنوبية، وكذا مشكلة الحوثيين في الشمال، وهو أمور تؤدي إلى المزيد من العقبات أمام المبادرة ، في حال ثبوت صحة هذه الأنباء.