دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى تأييد القرار الخاص بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، والمقرر التصويت عليه في سبتمبر المقبل، قائلا: إن هذا الاقتراح ليس "عملا دعائيا" دبلوماسيا. جاءت دعوة الرئيس الفلسطيني فيما كان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في طريقه إلى واشنطن، في مسعى لحشد معارضة استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال نتنياهو للكنيست الإسرائيلي، أمس الاثنين: إن لديه 6 شروط كي يعترف بالدولة الفلسطينية ويبرم اتفاق سلام، وهي تحديدا ضرورة أن يعترف الفلسطينيون بإسرئيل "كوطن للشعب اليهودي". وأضاف، أن "الاتفاق يجب أن ينهي الصراع و(يلبي) كل المطالب الإسرائيلية، وأن يحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج إسرائيل وليس داخل حدودها، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح"، مع ترتيبات أمنية عملية تشمل تواجدا عسكريا إسرائيليا طويل المدى بطول ضفاف نهر الأردن وشرقي الضفة الغربية. خامسا، يجب السماح لإسرائيل بالاحتفاظ بمستوطناتها الرئيسية، وقال نتنياهو: إن شرطه السادس والأخير، هو ضرورة بقاء القدس "العاصمة الموحدة ذات السيادة لدولة إسرائيل". ويريد الفلسطينيونالقدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل هي وما تبقى من الضفة الغربية من الأردن عام 1967 ومن ثم ضمها كعاصمة لدولتهم. وأشارت بعض الصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إلى أن تصريحات نتنياهو عن الاحتفاظ بالمستوطنات لمحت ضمنا إلى استعداده للتفاوض بشأن إخلاء مستوطنات أخرى، وأن تصريحاته عن تواجد عسكري طويل المدى في وادي نهر الأردن تعني أنه لا يطالب بتواجد دائم، وأنه قد يكون مستعدا للتفاوض على إخلاء إسرائيل لمستوطناتها المدنية في الوادي. غير أن الفلسطينيين قالوا إن بقاء جندي إسرائيلي واحد على أراضيهم بعد عقد اتفاق السلام أمر غير مقبول، وأن أي مقترح يستثني القدسالشرقية من معادلة عاصمة الدولة الفلسطينية يعتبر "غير مجد" على الإطلاق، وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية: إن تصريحات نتنياهو "بمثابة شروط مسبقة غير مقبولة ومرفوضة". وشدد أبوردينة على أن "السلام يتطلب أن تكون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين وحل كل قضايا المرحلة النهائية على طاولة المفاوضات، ووفق الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق"، وأضاف، إن تصريحات نتنياهو "بمثابة شروط مسبقة غير مقبولة ومرفوضة". وقال: إن تصريحات نتنياهو "تثبت مرة أخرى أن إسرائيل غير معنية بالسلام، وتتحدى إرادة المجتمع الدولي". كانت المفاوضات بلغت مرحلة من الجمود طوال فترة تولي نتنياهو رئاسة الوزراء تقريبا، وطالب عباس من جانبه بوقف تام للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية. وأشار بعض المحللين في إسرائيل إلى أن السبيل الوحيد أمام نتنياهو كي يتجنب صدور قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل من الأممالمتحدة، قد يتمثل في اقتراح تجميد مؤقت آخر للنشاط الاستيطاني لمدة ثلاثة أشهر. وفي مقال كتبه لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، رد عباس على المعارضين للقرار، الذين يقولون إن اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية لا معنى له إذا لم تعترف بها إسرائيل أيضا. وقال عباس: "يتشكك الكثيرون في قيمة هذا الاعتراف في الوقت الذي لا يزال فيه الاحتلال الإسرائيلي قائما، واتهمونا آخرون بتعريض عملية السلام للخطر"، وذكر عباس أن اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية مستقلة سيكون له قيمة كبيرة بالنسبة لكل الفلسطينيين، مشيرا إلى إمكانية أن يتقدموا بمطالبهم في المنظمات الدولية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية. وكتب الرئيس الفلسطيني، "يجب عدم النظر إلى سعينا وراء الاعتراف (بالفلسطينيين) كدولة على أنه عمل دعائي، فقد خسرنا عددا كبيرا للغاية من رجالنا ونسائنا لكي نشارك في هذا المسرح السياسي"، وأشار إلى أن الفلسطينيين يتفاوضون مع إسرائيل منذ 20 عاما دون الاقتراب من الوصول إلى دولة خاصة بهم. وأضاف عباس، "لا يمكننا الانتظار للأبد، بينما تواصل إسرائيل إرسال المزيد من المستوطنين إلى الضفة الغربية"، مضيفا، أن ممارسة الأممالمتحدة للضغط السياسي أو وعودها بالمكافأة لم يثن إسرائيل عن توسيع مستوطناتها. ولفت عباس إلى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي أعلنوا بالفعل أن الفلسطينيين "مستعدون لإقامة دولة مستقلة"، مضيفا، أن الاحتلال هو حجر العثرة الوحيد في الطريق، ولكن لا ينبغي أن "يعيق اعتراف الأممالمتحدة" بالدولة الفلسطينية. وفي حال الاعتراف بدولة فلسطينية، تعهد عباس بمواصلة الفلسطينيين المفاوضات مع إسرائيل لحل جميع القضايا المحورية في النزاع، موضحا أنهم لن يتفاوضوا حينها من موقع خاسر مضطر، بل من موقع عضو في الأممالمتحدة أراضيه محتلة عسكريا من دولة أخرى. واختتم عباس مقاله بالقول: "ندعو جميع الدول الصديقة المحبة للسلام إلى الانضمام إلينا في تحقيق طموحاتنا الوطنية من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967".