أدانت الولاياتالمتحدة أمس الخميس، الحشود العسكرية من شمال وجنوب السودان حول منطقة أبيي المتنازع عليها، معتبرة أن ذلك يؤدي إلى "مأزق خطير". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر: "نشعر بقلق بالغ من التطورات الأخيرة ومن الحشود العسكرية بأبيي"، وأضاف "هذه مواجهة خطيرة وغير مقبولة.. ندين نشر قوات لأي من الجانبين". ورأى تونر أن دخول قوات إلى هذه المنطقة ينتهك اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي وضع حدًا لعقدين من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، وحث الجانبين على عدم تصعيد الموقف. يذكر أن أبيي كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة هذا الأسبوع بين جنود من الجيش السوداني وقوات جنوبية أسفرت -بحسب الأممالمتحدة- عن مقتل 14 شخصًا، وتشهد المنطقة الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب والغنية بالنفط، تصعيدًا في أعمال العنف منذ استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في يناير الماضي، والذي أسفرت نتائجه عن تأييد ساحق لصالح انفصال الجنوب الذي سيصبح دولة مستقلة في يوليو المقبل. كما كان من المقرر إجراء استفتاء خاص بالمنطقة لتحديد تبعيتها للشمال أو للجنوب بالتزامن مع استفتاء الجنوب، لكنه أرجئ إلى أجل غير مسمى بسبب خلاف على من يحق له التصويت في الاستفتاء في المنطقة التي تتقاسم النفوذ فيها قبيلة "دينكا نقوك" الجنوبية وقبيلة "المسيرية" البدوية العربية. وفي الأسبوع الماضي قال الرئيس السوداني عمر البشير إنه لن يعترف بدولة جنوب السودان إذا لم تتخل عن مطالبتها بأبيي، وهو ما أثار انتقادات من الولاياتالمتحدة التي قادت جهودًا دبلوماسية لضمان الانفصال بطريقة سلمية. وجاءت تصريحات البشير ردًا على مسودة دستور الجنوب التي قدمت الأسبوع الماضي لرئيس الجنوب سلفاكير ميارديت وتضمن أن أبيي جزء من أراضي جنوب السودان. ويزور المبعوث الخاص الأميركي للسودان برينستون ليمان المنطقة، وقد اجتمع في الآونة الأخيرة مع سلفاكير وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لنزع فتيل الأزمة.