اتهم أكبر مسؤولى الأممالمتحدة فى السودان، جنود تابعون لجيش حكومة جنوب السودان، بالدخول إلى منطقة أبيى المنتجة للنفط المتنازع عليها اليوم السبت، فيما قد يذكى التوتر فى البلاد، قبل صدور حكم حساس بشأن حدود المنطقة، من المنتظر أن تصدره محكمة التحكيم الدولى فى لاهاى يوم الأربعاء المقبل. وكان جيشا شمال السودان وجنوبه، الذى يحظى بحكم شبه ذاتي، اتفقا على الابتعاد عن المنطقة، لمنع المزيد من تصعيد العنف بينهما، ضمن اتفاق تم بوساطة من الأممالمتحدة، بعد أن وقعت مصادمات وقعت بين الجيشين فى ابيى العام الماضي. وقال أشرف قاضي، الممثل الخاص للأمم المتحدة فى السودان أمس السبت، إنه تلقى عدة "تقارير وتأكيدات"، بشأن قيام جنود من الجيش الشعبى لتحرير السودان، وشرطة الجنوب، بدخول أراض حول ابيى قبيل صدور قرار "التحكيم الدولي"، داعيا اياهم للانسحاب. ويزعم كل من الشمال والجنوب أحقيته فى ابيي، التى تقع قرب خط انابيب وحقول نفط رئيسية، وتمثل حدود ابيى إحدى أشد القضايا حساسية فى العلاقات بين الشمال والجنوب، حيث فشلت المفاوضات بين الجانبين فى حسمها خلال اتفاق السلام الموقع بينهما فى عام 2005، والذى أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وأحال الجانبان القضية إلى محكمة التحكيم الدولية فى لاهاى العام الماضي، ووعدا بقبول قرار المحكمة أيا ما كان، لكن الحكم المنتظر صدروه يوم الأربعاء، يمكن ان يثير خلافات جديدة، الطرفين، خاصة مع ورود تقارير حول قيام الإقليمالجنوبى بعمليات تسليح مكثفة لجيشه، بشراء ثفقة دبابات أوكرانية طراز تى 72، والتى وصلت إليه سرا عبر الأراضى الكينية المتاخمة. ويحذر محللون من أن هناك خطرا حقيقيا، يتعلق بعودة الصراع إلى ابيي، وهى منطقة تشهد قدرا كبيرا من التوتر العرقي، والشعور بالمرارة، إزاء ما ينظر إليه على أنه إهمال حكومي، وهى نفس التوترات التى أذكت من قبل القتال فى إقليم دارفور بغرب السودان، وسيترتب على أى عودة للحرب الأهلية فى السودان، تأثيرات خطيرة على البلاد وصناعتها النفطية، وعلى المنطقة المجاورة. وقال قاضى إن القوات الجنوبية شوهدت قرب مدينة اقوك القريبة، والتى فر إليها عشرات الآلاف من سكان ابيي، بعد قتال عنيف بين القوات الشمالية والجنوبية فى مايو من العام الماضي، مضيفا أن ذلك الأمر يعد انتهاكا واضحا لاتفاق خريطة طريق ابيي، الذى تم توقيعه بعد اشتباكات العام الماضي، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تصعيد وعنف، إذا ظل دون رادع. وأبدى المسؤول الأممى الكبير انزعاجه من تقارير غير مؤكدة، تفيد بأن القوات والقادة الذين شاركوا فى قتال فى مايو الماضي، عادوا إلى المنطقة، وأضاف أن وجودهم إذا تأكد، يمكن أن يكون مدمرا على نحو خاص، لأى اتفاق يصدر عن محكمة التحكيم الدولية، الذى ربما يصبح مجرد حبر على ورق.