«مكان يجب أن تراه لتصدق أنه موجود».. هكذا توصف مقبرة لاون فورست ميموريال أو «مقبرة غابة لاون» التى تقع جنوب كاليفورنيا، لأنها ليست مكانا عاديا وإنما متحف لكثير من رموز الفن الذين أوصوا بالفن بها عقب الرحيل. ومن اتساعها يجب أن تكون لديك خريطة للمكان الذى ترغب فى الوصول إليه وإلا لن تصل بسهولة أبدا.. فالبحث عن مقبرة أى نجم يعتبر أمرا مستحيلا إلا إذا أرشدك إليه أحد الحراس وهم يمتنعون عن ذلك غالبا.. وبعد أن تردد اسم هذه المقبرة كثيرا فى مختلف وسائل الإعلام تساءل الجمهور: لماذا يختارها النجوم؟ وما هو الشىء المميز فيها ليقبلوا عليها بهذا الشكل المبالغ فيه؟ وإجابة على هذه التساؤلات نجد ان أول أسباب اختيارهم لهذه المقبرة لتكون بيتهم الأخير كما يطلقون عليها هو لأنها تتمتع بخصوصية وسرية تبعدهم عن الأنظار كما كانوا يحاولون وهم على قيد الحياة ولم ينجحوا فى ذلك، فبعضهم اختار الأماكن العالية وسط التلال والبعض الآخر اختار أن يخفى مقابرهم خلف جدران عالية حتى لا يراهم الجمهور وهو ما يميز هذه الغابة الواسعة وسر تفضيل المشاهير لها على مدى مائة عام تقريبا. فوسط هذه التلال والأشجار والبحيرات والورود دفن أكثر نجوم هوليوود شهرة والتى يطلق عليها جنة لاون لأنه بمجرد ان يقع نظرك عليها لا تصدق أنها بيت للموتى وإنما تراها حديقة تضم أروع المناظر الطبيعية الخلابة والتماثيل البرونزية وأخرى من الرخام ولوحات ذات ألوان مبهجة نسخت من أعظم الأعمال الفنية لمايكل انجلو وليوناردو دافنشى، كما تقدم الإدارة خدمة ممتازة فتقيم مجموعة من الاحتفالات والمناسبات الخاصة، كما تحى الأعياد وتوفر البنايات الجميلة لتنزه الأسر وتذكر أحباءهم فى جو محبب إليهم. وتضم هذه الغابة عددا لا يحصى من مشاهير التاريخ الحديث والقديم، وكان والت ديزنى صاحب شركة والت ديزنى الشهيرة هو من بدأ الأمر فهو أول من دفن هناك، فبعد وفاته عام 1966 حرق ووضع رماد جثته فى هذه الحديقة التذكارية، أيضا النجم مايكل جاكسون الذى توفى عام 2009 ودفن هناك، والممثلة الكندية مارى بيكفورد، جيمى ستيوارت، كلارك جيبل، جورج برنز، روبرت يونج، روبرت تايلور بيتى ديفز، دافيد نيلسون، جان هارلو وكاسى روجرز وبريتنى ميرفى وأخرهم الممثلة اليزابيث تايلور التى توفيت منذ أيام قليلة ودفنت هناك أيضا. ويذكر أن هذه الغابة أنشأت عام 1906 من قبل مجموعة من رجال الأعمال كمؤسسة غير قابلة للربح إلى أن انتقلت الإدارة عام 1917 إلى الدكتور هيوبرت ايتون الذى كان يؤمن بالحياة السعيدة بعد الموت لذا قرر أنه يجب أن تكون هذه المقبرة من أجمل الأماكن لأنها المكان الذى سيقضى فيه الإنسان حياته الطويلة وتعهد منذ تسلمه الحديقة بذلك وأكد أنها ستبعث التفاؤل فى النفوس على عكس المقابر الأخرى وقسم المكان ووضع لأقسامه الأسماء فخصص مكانا للأطفال الرضع وآخر للمراهقين وهناك أقسام غير مسموح للجمهور بدخولها مثل منطقة محكمة الشرف وتوجد فيها ما يعرف بقسم «الخالدون» وهو مكان محمى من قبل الحراس، وقد دفن فى هذه المقبرة أكثر من 250000 شخص أى ربع مليون فرد ويدخلها كل عام أكثر من مليون زائر منهم آلاف التلاميذ فى رحلات ميدانية وبها الكنائس التى يختارها البعض لإقامة مراسم زفافهم بها ومازال فى هذا المكان متسع كبير للعديد والعديد من الأشخاص الذين يهتمون بالخصوصية والتميز حتى عند انتقالهم إلى العالم الآخر.