قام مجهولون بالاعتداء على المقبرة الإسلامية الوحيدة في الدانمارك بعد افتتاحها بشهريين وهو ما أثار غضب الأقلية المسلمة هناك، وقال قاسم سعيد أحمد رئيس صندوق المقبرة الإسلامية في تصريح له: "لقد أخبرنا حارس المقبرة بحدوث اعتداء على المقبرة صباح اليوم وقمنا بالاتصال بالمؤسسات الرسمية لكي يتابعوا التحقيق في هذه الحادثة النكراء". وأوضح أحمد أن المعتدين قاموا بوضع رأس خنزير على باب المقبرة كما قاموا بوضع رأس آخر داخل المقبرة فضلاً عن تحطيمهم لشواهد بعض القبور وإتلافها، وكتابة عبارات مسيئة للمسلمين، منها: "ارحل إلى بلدك يا خنزير". واستنكر أحمد الاعتداء على المقبرة واصفاً إياه "بالاعتداء الجبان على مكان يجب على الجميع أن يحترمه". وأضاف رئيس صندوق المقبرة: "نحن نعبر عن دهشتنا الكبيرة من هذه الأفعال، خصوصاً بعد افتتاح المقبرة بشهريين". وأردف يقول: "كنا نأمل أن تعطي هذه المقبرة فرصة للمسلمين بأن يكون لهم مكان يدفنوا فيه موتاهم باحترام ولكن للأسف يبدو أن هناك من يريد تدمير هذا الأمل والحلم". كما طالب أحمد السلطات الدانماركية في الوقت نفسه بملاحقة المعتدين قائلاً: "نأمل أن تقوم السلطات الدانماركية المختصة بملاحقة المعتديين، نحن على اتصال مع الشرطة الدانماركية وأيضاً مع وزارة الكنائس". في المقابل أكد باليه بلاك رئيس قسم شرطة بروندبي (المدينة التي توجد بها المقبرة) في اتصال مع إسلام أون لاين.نت وقوع اعتداء على المقبرة الإسلامية. وقال: "لقد بلغنا وقوع اعتداء على المقبرة وقمنا بفحص منطقة الحادث وأخذ الصور". وأضاف: "لقد قمنا بكتابة تقرير عن الحادثة وأرسلناه إلى شرطة العاصمة وكذلك إلى المخابرات العامة". يذكر أن المقبرة الإسلامية في الدانمارك هي الأولي من نوعها وقد تم افتتاحها يوم 22-9-2006 بحضور وزيرين من الحكومة الدانماركية، وتضم المقبرة حتى الآن حوالي 20 قبراً. وأقيمت المقبرة الإسلامية بجهد وتمويل ذاتي من مسلمي الدنمارك بدون أي دعم مادي حكومي أو من أي مؤسسة خارجية، والصندوق القائم على المقبرة لا يتلقى أي دعم من أي جهة تذكر، ومصدره الوحيد هو الاشتراكات السنوية التي يدفعها أعضاؤه. وبلغت تكاليف إنشاء المقبرة وشراء الأرض حتى الآن 5 ملايين كرون أي ما يقارب (900,000 دولار أمريكي ) دفعها صندوق المقبرة الإسلامية في الدانمارك الذي يضم 24 مؤسسة إسلامية. وتبلغ مساحة المقبرة أكثر من 50 ألف متر مربع وتقع في جنوب العاصمة الدانماركية كوبنهاجن. وتعتبر المقبرة الإسلامية في الدانمارك أول مشروع إسلامي مشترك يضم جميع العرقيات والقوميات نحو هدف واحد, ويرى المراقبون أن تحقق هذا الهدف اليوم يمثل قفزة نوعية في العمل الإسلامي الجماعي في الدانمارك. وكان مسلمو الدانمارك يدفنون موتاهم في أقسام مخصصة لهم في المقابر الدانماركية العامة ومقابر البلديات، وقد تعرضت قبل ذلك بعض القبور الإسلامية لاعتداءات من مجهولين في فبراير الماضي، حيث دمرت شواهد أكثر من 25 قبرا في مدينة إزبيه غرب الدانمارك.