"نعمل من خلال صفحتنا على حفظ وإحياء التراث اليهودي في مصر ، وإظهاره كنسيج من الجسد المصري الواحد ، ونرحب بمشاركات اليهود وأبنائهم وأحفادهم"! بهذه الكلمات افتتح يهودي مصري مقيم في ألمانيا حملته الجديدة داخل موقع "فيس بوك" ، من أجل المطالبة مجددا باسترجاع ممتلكات اليهود فى مصر قبل رحيلهم منها، بيد أن هذه الحملة قوبلت باعتراض مشاركين مصريين، مبررين ذلك بأن «انتماء اليهود الأول الذين عاشوا بمصر كان لإسرائيل لا لمصر». ونجحت المجموعة الجديدة التى دشنها د. عمر كامل الأستاذ المساعد بمعهد الدراسات اليهودية فى جامعة لايبزج الألمانية فى الحصول على تأييد أكثر من 1600 شخص معظمهم من اليهود. وقال كامل مؤسس الحملة على موقع «فيس بوك»: اليوم وبعد أن تواضع عدد يهود مصر فى القاهرة والإسكندرية إلى عشرات واقترب يهود مصر من الاندثار، نهدف إلى التعريف بحقبة مهمة من تاريخه، وبمجموعة مصرية عاشت على أرض مصر، منهم من حمل الجنسية المصرية ومنهم من جاء من وطيس الاضطهاد الأوروبى إلى الشرق العربى الإسلامى.. معرفة بعيدة عن الأيديولوجيات». وأكد كامل «أن يهود بلادى طردوا من مصر وأجبروا على الخروج منها، وحرموا قصرا من جنسية بلادهم والعودة». واحتوت صفحة «يهود مصر» على صور أرشيفية تقدر بنحو 600 صورة توثق للمرحلة التاريخية التى عاشها اليهود فى مصر. لكن حملة «يهود مصر» أثارت جدلا واعتراضا من قبل مشاركين مصريين. هالة صلاح الدين أحمد إحدى المشاركات قالت: «نحن ضد هذه الحملة لأن معظم اليهود المصريين عاشوا كجواسيس انتماؤهم الأول لإسرائيل لا لمصر؛ بدليل هجرة أكثر من 80% منهم لإسرائيل لدعم الصهيونية والاستيطان فى فلسطين». وهذا هو نفس ما طرحه كريم التونسى (30 عاما) حين قال: «لماذا هاجر يهود مصر إلى فلسطينالمحتلة ليقيموا فى أراض مغتصبة، ويجندوا فى جيش الاحتلال الإسرائيلى عام 1973، ثم يأتى أولادهم وأحفادهم يطالبون بحقهم بالعودة إلى أملاكهم وديارهم فى مصر؟». نجاة عبدالحق الأستاذة فى تاريخ الاقتصاد اليهودى فى إحدى الجامعات الألمانية ردت بالقول: «تاريخ يهود مصر حافل ومتعدد وبخلاف الروايات الرسمية فإن البحث يدل على أن أقلية منهم أيدت الصهيونية وأن معظم المثقفين منهم حارب وناضل ضد الاستعمار». وظهرت أخيراً فكرة التعويضات عن «ممتلكات» لليهود المصريين تبلغ قيمتها نحو 5 مليارات دولار وهى قيمة التعويضات فى 3500 قضية مرفوعة على الحكومة المصرية فى الولاياتالمتحدة ودول أوروبية. ووفقا لإحصاءات نشرت قبل 3 أعوام، فإن من أصل 30 معبدا يهوديا فى مصر كانت موجودة فى الستينيات انخفض عدد المعابد الآن إلى 16 معبدا فقط. ومن أصل 59 ألف يهودى مصرى كانوا موجودين فى مصر لم يعد موجودا الآن على حد قول روبير نحمان سكرتير الطائفة اليهودية فى مصر سوى 213 يهوديا كلهم فوق سن السبعين تقريبا وليس بينهم شاب واحد، وهناك إحصاءات أخرى تقول إنهم الآن لا يتعدون ال40 يهوديا.