ضم ملف الممتلكات إلي المعونة الأمريكية تحايل ومحاولة للضغط السياسي د.يمن الحماقي: ربط الملفين مسألة مرفوضة د.جمال زهران: ابتزاز غير مقبول هيثم التابعي: محاولة لإعطاء القضية صبغة قانونية أملاك اليهود في مصر.. قضية قديمة جديدة تحركها رياح السلام وتثيرها زوابع السياسة ولكن هذه المرة أثيرت علي طريقة العصا والجزرة من خلال ربطها بملف المعونة الأمريكية فعبر "موقع الجمعية التاريخية للطاقة الإسرائيلية من مصر" ومن خلال وثيقة جديدة تجمع توقيعات عائلات وقصص لأملاك يهود أقاموا في مصر لتقديمها للكونجرس لتكون ورقة ضغط في المفاوضات المصرية الأمريكية حول المعونة السنوية خلال الفترة المقبلة ويعد هذا التحرك هو الأول في عهد أوباما الذي يسعي إلي التخلص من الفتور الذي اعتري العلاقات الثنائية في عهد إدارة سلفه جورج بوش من خلال التعامل مع ملف المعونة بمزيد من المرونة وعدم وجود شروط جديدة مقترنة بها كما كان يحدث في عهد بوش وهذا ما تجلي في اعتماد مبدئي للمعونة كاملة خلال عام 2011 دون شروط مسبقة في ظاهرة لم تحدث منذ سنوات تمهيدا لاعتمادها في الخريف القادم ولكن يبدو أن هذا قد لا يتحقق في ضوء التطورات الجديدة الأخيرة.. فرحلة "الأسبوعي" في موقع الجمعية التاريخية للطائفة الإسرائيلية من مصر وهي أكبر الجمعيات اليهودية نفوذا في الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت مليئة بالمفاجآت فالجمعية كما تذكر علي موقعها تهدف إلي جمع شتات يهود مصر في جميع أنحاء العالم لكن اللافت للنظر هو عنوان المراسلة علي الموقع تحت عنوان "هل أنت يهودي من مصر"؟؟ سؤال لكل من له أصل يهودي وكان يقيم في مصر لسرد قصته وأملاكه وذكرياته التي خلفها أجداده قبل مغادرة الأراضي المصرية وبعد المراسلة ترد إدارة الموقع بضرورة تقديم مزيد من البيانات حول الأملاك وذلك من أجل جمع التوقيعات علي وثيقة جديدة ستقدم للكونجرس الأمريكي حول أملاك اليهود في مصر لإدخالها ضمن المفاوضات المصرية الأمريكية حول مسار المعونة خلال الفترة المقبلة. المدهش هو العريضة التي يتضمنها قسم المراسلات في الموقع مقدمة للرئيس مبارك وتحمل صورته وتناشده بإحياء التراث اليهودي في مصر وتذكر العريضة أن الجالية اليهودية ارتبطت بعلاقات تاريخية بالشعب المصري وترغب في حفظ تراثها اليهودي من لفائف تاريخية دينية مشتتة بين القاهرة والإسكندرية عن طريق نقلها إلي مؤسسة أكاديمية في نيويورك حتي يتاح لأجيال اليهود مطالعتها وحفظ تاريخهم العريق في مصر -علي حد وصفهم- وتذكر العريضة أن جيلا جديدا من الشباب اليهود يرغب في إقامة علاقات دافئة مع نظيره في مصر وتتساءل هل سيلقي التراث اليهودي في مصر مصير نظيره في العراق وتحمل توقيعات عدد من الشخصيات يتزعمهم حاخام يدعي شيمون هاي الوف. شهد ملف أملاك اليهود في مصر وملف المعونة تطورات كثيرة قبل قدوم الإدارة الجديدة فظلا يرقصان فيها علي سلالم متحركة علي نغمات الأحداث السياسية رغم انفصالهما واقعيا خصوصا في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش ثم دخل الملف في نفق جديد في عهد أوباما خصوصا بعد الخطاب الذي وجهه للعالم الإسلامي من القاهرة لقد أصرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش علي أن يكون ملف أملاك اليهود ضمن أهم الملفات في العلاقات المصرية الأمريكية مدعوما بدور كبير لجمعية الطائفة الإسرائيلية في مصر حيث نجح أعضاء الجمعية في مد خطوط اتصال قوية مع لجنة الحريات الدينية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية وقامت إدارة بوش بتكليف لجنة الحريات الدينية، التي تزور مصر سنوياً ببحث ملف يهود مصر مع كبار المسئولين المصريين حيث تقدر ممتلكاتهم المزعومة بنحو 5 مليارات من الدولارات ولكن الجديد هو الاتجاه لضم الملفين في أجندة واحدة وهو ما قد يكون منعطفا جديدا في العلاقات بين البلدين كما يقول الخبراء. مراوغة أمريكية تؤكد الدكتورة يمن الحماقي خبيرة الاقتصاد أن التطورات الأخيرة تعكس نوعا من المراوغة غير المقبولة وقالت إن ربط المعونة بملف أملاك اليهود الوهمي يعتبر منعطفا جديدا في ملف المعونة غير مقبول ومرفوض شكلا ومضونا مطالبة بالتعامل بحزم مع هذه الإدعاءات وقالت حان الوقت لإعادة النظر في المعونة الأمريكية وقالت إن شروط إنفاق المعونة لابد أن تكون في مجالات تبادل خبرات والتكنولوجيا والتطوير وليس ربطها بأهداف غير مفهومة حيث إن قضية أملاك اليهود أصلا غير حقيقية ويجب عدم التوقف عندها.