«سبب مأساة نجلى الطالب بالثانوية الأزهرية أن مباحث أمن الدولة تظن أنه يعرف مكان احتجاز الجندى الإسرائيلى شاليط، وكذلك الأماكن التى يختبئ فيها رئيس الوزراء الفلسطينى المقال إسماعيل هنية». وواصلت عائشة حسن حسين وهى فلسطينية وحاصلة على الجنسية المصرية ومتزوجة من مصرى «هارب فى غزة» أنها لا تعترض على رغبة مباحث أمن الدولة فى اعتقال نجلها لأى سبب تراه. ولكنها تناشد حبيب العادلى وزير الداخلية الانتظار لمدة أسبوعين حتى يفرغ نجلها من تأدية الامتحانات. حضرت عائشة إلى «الشروق» لتحكى مشكلتها مع أمن الدولة فى مصر، حيث تم احتجاز بطاقتها الشخصية وجواز السفر الخاص بها، كما أصبح ابنها، الطالب فى الصف الثانى الثانوى الأزهرى. ضيفا دائما على أجهزة الأمن، منذ أن سافر والده إلى فلسطين حينما تم هدم السور الحدودى بين مصر وغزة العام الماضى، حيث تم استجوابه عن مكان الجندى الصهيونى الأسير جلعاد شاليط، فضلا عن مكان إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى المقال. تقول عائشة إنها حضرت إلى القاهرة لتدرس فى كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان فى فترة الثمانينيات، وتعرف عليها محمود عطا محمود، إمام وخطيب مسجد من الشرقية وتزوجها. تضيف كنا نسافر إلى فلسطين كل عام أثناء فترة الإجازة، وأثناء فتح الحدود بين مصر وغزة فى يناير من العام الماضى سافرت أنا وابنى وزوجى، وتم غلق الحدود فجأة مرة أخرى، ولم نستطع العودة لمصر، وفى 12 أبريل من العام نفسه تم فتح معبر رفح للعالقين، وعدت أنا وابنى إلى القاهرة، بينما لم يعد زوجى، فاحتجزت مباحث أمن الدولة ابنى، وتم ترحيله إلى مباحث أمن الدولة فى المرج. وتضيف أن نجلها لم يمكث فى المباحث سوى أسبوعين، ولكنه تعرض لأسئلة غريبة من قبيل «أين تحتجز حركة حماس الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط؟.. أين يختبئ إسماعيل هنية رئيس الوزراء فى الحكومة المقالة؟» وتواصل أن نجلها فوجئ بهذه الأسئلة الغريبة، فهو فتى يافع، كل شغله الشاغل اللعب، والجلوس أمام الحاسب الآلى حيث يعشق الألعاب الإلكترونية، ولا تشغل باله مسألة احتجاز شاليط التى يسمع عنها من التليفزيون. وتؤكد عائشة أنها على الرغم من أن المباحث لم تتعرض لها بسوء، فإن الخوف يلاحقها دائما، والضباط يطرقون بابها باستمرار، وفى كل مرة يحضرون يطلبون منها معرفة مكان زوجها، وإبلاغهم بأى اتصال هاتفى منه. الغريب فى الأمر كما تقول عائشة، أنها علمت من أسرتها فى غزة أن زوجها تزوج بأخرى دون استئذانها، وأنه لن يعود إلى مصر نهائيا، وهكذا أصبحت بلا عائل فى مصر. ولكنها فوجئت بحضور مباحث أمن الدولة، وقام الضباط بسحب بطاقتها الشخصية وجواز سفرها المصرى، فحاولت استخراج بدل فاقد من مصلحة الجوازات، ولكن مباحث أمن الدولة علمت، فاستدعتها، وسألها أمين شرطة: لماذا تستخرجين جواز سفر دون علم المباحث؟. فقالت له: أريد أن أؤدى مناسك العمرة، فأبلغها أمين الشرطة أنها ممنوعة من الخروج من مصر، لأنها خطر على الأمن القومى. وأضافت أنه تم استدعاء ابنها أكثر من مرة فى أمن الدولة، وفى فى 2 مايو الجارى، حضرت قوة من مباحث أمن الدولة، وقامت بتكسير باب العمارة، وحاولت اعتقال ابنها، إلا أنها ألحت عليهم أن يتركوه لأنه بالصف الثانى الثانوى الأزهرى. وسوف يذهب إلى أداء الامتحانات فى الصباح، فتركوه، على أن يتوجه لمقر المباحث فور خروجه من أداء الامتحان، وبالفعل ذهب ابنها إلى لاظوغلى وكانوا قد ألقوا القبض على صاحب محل العطارة الذى يعمل فيه ابنها. ويدعى شلبى محمد الشلبى، ووجه إليه اتهام بتوصيل معونات للفلسطينيين عبر الأنفاق، وتقول إنه تم تعذيب ابنها حتى يعترف على صاحب المحل، وهو ما حدث. وأشارت عائشة إلى أنها تعيش على مساعدات ترسلها لها أختها من فلسطين وعلقت فى دعابة قائلة: المساعدات التى يرسلها الشعب المصرى لشقيقه الفلسطينى تعود مرة أخرى لأعيش بها فى مصر!. وقالت إنها لم توجه أى بلاغ للنائب العام لأنها على ثقة فى أن قيادات مباحث أمن الدولة ستتفهم ضرورة ترك ابنى حتى ينتهى من تأدية الامتحانات.