«لم أكن راضية عما تعرضه شاشة قناة النيل للأخبار، ولكننا كنا نعمل فى ظروف غير طبيعية، وكان اتخاذ قرارات فى هذا الظرف المضطرب أمرا مستحيلا» هكذا عبرت منال الدفتار نائب رئيس قناة مصر الإخبارية عن رأيها بأداء القناة فى الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، وقالت إن القناة تعرضت لهجوم من البلطجية بعد الانفلات الأمنى، الذى حدث مساء يوم 28 يناير، وأنها اضطرت لإغلاق المكاتب على المذيعات والمحررات والمخرجات خوفا عليهن من اعتداءات البلطجية، وأنها تمسكت باستمرار شاشة القناة مضيئة فى تلك اللحظات العصيبة، وذهبت لاستوديو الهواء لتشد من أزر الشباب، ولتقل لهم إنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، وأنه يجب على الجميع الثبات فى مواقعهم حتى آخر لحظة. وأشارت منال الدفتار إلى فدائية رجال أمن ماسبيرو الذين صمدوا أمام هذا الغزو التتارى لسرقة محتويات التليفزيون المصرى، وتعاملهم مع الوضع حتى وصول قوات الجيش التى قبضت على عشرات البلطجية. وعلقت بأنها ومن عملوا معها فى الأيام الأولى للثورة آثروا التمسك بمواقعهم ونظروا للأمر برؤية الجندى فى الميدان، وكان أصعب قرار بالنسبة لهم أن يتركوا شاشة القناة سوداء وهربوا إلى بيوتهم، وقالت إنها عملت طوال تلك الأيام بفريق لم يتجاوز الخمسة أفراد، وأن العاملين فى التليفزيون كانوا ينامون على المكاتب لأنهم لم يستطيعوا مغادرة القناة، وأنهم حاولوا تقديم صورة محايدة قدر الإمكانات المتاحة لهم، خاصة أن معظم مصادر الأخبار كانت معطلة. وأشارت إلى أن معظم الناس حاليا يقدرون موقف القناة فى ذلك الوقت المضطرب، وقالت إن حملة الانتقادات التى تتعرض لها القناة حاليا على الفيس بوك مصدرها بعض العاملين فى القناة الذين يريدون إثارة بلبلة فى صفوف فريق النيل الدولية، وللأسف تجاوزت هذه الحملات حدود النقد إلى التجريح والاتهام بالباطل والسب والقذف، الذى يقع تحت طائلة القانون، ومن هنا تقدمت وعدد كبير من العاملين بمذكرة للنيابة ضد من يدير هذه الحملات، كما حررنا محاضر فى مباحث جرائم الإنترنت. وأوضحت منال الدفتار أنها كانت تعمل كرئيس تحرير أول بقطاع الأخبار، وأنها قامت بإجازة بدون مرتب عادت منها فى 2يناير 2008 لعملها بقطاع الأخبار، وتم ندبها بعد عودتها للعمل كمشرف على إدارة التحرير فى قناة النيل المتخصصة، وذلك بقرار من مجلس الأمناء حمل رقم 230 لسنة 2009، وهو ما ينفى ما تردد على الفيس بوك بأنها عادت بعقد خاص. وقالت إنها كانت مكلفة منذ البداية بوضع أسلوب موحد للتحرير وصياغة الأخبار فى القناة، وإعادة تدريب وتأهيل العاملين على الأساليب الحديثة فى القنوات الإخبارية، التى تدربت عليها ومارستها فى فترة عملها بوكالات أنباء علمية مثل، مؤكدة إلى إحراز تقدم فى هذا المجال خلال الفترة الماضية، وأنها بعد توليها الإشراف على النيل للأخبار بصفتها نائب رئيس القناة قامت بتحديد أسلوب إخراجى للنشرات استعانت فى وضعة بكبار المتخصصين من المخرجين والمصورين، وهو ما انعكس على شكل القناة فى العامين الماضيين. وعن كيفية اختيارها لقيادات العمل فى القناة قالت إن المعيار الوحيد بالنسبة لها هو الكفاءة نافية تماما استعانتها بعناصر من خارج اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مؤكدة أن من اعتبرهم البعض من الخارج كانوا فى إجازات وعادوا قبل ندبهم للعمل فى قناة الأخبار. ونفت منال الدفتار اتهامها بازدواجية توزيع «الشفتات»، وأوضحت أنها لديها موافقة من رئيس قطاع الأخبار بتكليف العاملين بمهام إضافية طالما كانت فى نفس العمل، فيمكن تكليف محرر بكتابة تعليق فى نفس الوقت الذى يعمل فيه بديسك الأخبار، وفى النهاية هناك سقف لا يمكن تخطية لكل العاملين، وهو 30 شفت فى الشهر، وقالت هذا الأسلوب كان بمثابة حل لمشكلة المناسبات والإجازات، حيث كنا نعتمد على فريق يعمل من السابعة صباحا وحتى العاشرة مساء. قناة الأخبار تنتظر قرار إعادة إطلاقها مشروع إعادة إطلاق قناة النيل الإخبارية تنتظر قرارا من المسئولين فى ماسبيرو، القناة كان مقررا إطلاقها فى 20 فبراير الماضى بعد انتهاء جميع الاستعدادات لتقديم صورة جديدة لشاشة القناة الإخبارية المصرية، ولكن أتت أحداث الثورة لتشغل الجميع عن مشروع القناة، استوديو 5 استغرق إعداده وتجهيزه أكثر من عام ليصبح نموذجا لاستوديوهات الأخبار وفق المقاييس العالمية، كذلك انتهت دورات تدريب العاملين أبناء القناة من مهندسين للتعامل مع الأستوديو، كذلك تدريب المحررين والمذيعين على التوافق مع المنهج الجديد للقناة، والذى تم وضعه بالتعاون مع شركة عالمية متخصصة فى هذا المجال وبإشراف من مجلس الدفاع الوطنى.
