«الرسم فى المدرسة مالوش لازمة، علشان كده مش بطلع فنى كله فى الرسمة لأنها بتترمى فى الآخر». ياسمين السمرة رسامة كاريكاتير عمرها 12 عاما، وأقامت حتى الآن معرضين للوحتها الفنية. «موهبة ياسمين ظهرت وعمرها 5 سنوات، ولا أحد فى العائلة رسام وإن كان أخواتها يجيدون الرسم لكن دون موهبة». تقول والدة ياسمين إنها بدأت الإبداع فى سن 9 سنوات فساعدتها بالذهاب إلى معارض كبار الفنانين. خاصة مصطفى حسين ومصطفى الرزاز، وكانت تعليقاتهم على رسومات ياسمين إنها غاية فى الدقة، خاصة اختيار أفكارها المعبرة عن براءة الطفولة من خلال الألوان، كما أن أداءها فى الرسم متميز». لا تضع ياسمين فكرة محددة فى خيالها وتبدأ تنفيذها على الورق إنما تطلق العنان لخيالها عندما تمسك بالقلم الرصاص وتضع الخطوط أنا لما برسم مش بيكون عندى فكرة معينة، مرة رسمت «بنت» فى الحمام وبعدين افتكرت أن أصحابى بيذاكروا فى التواليت فخليتها تمسك «كتاب». بدأت ياسمين برسم الشخصيات الكارتونية، التى تشاهدها فى التليفزيون وتطالعها فى القصص، ثم أظهرت والدتها اهتماما بالأمر فبدأت بشراء كتب فان جوخ لتحاكى ياسمين الرسومات «ياسمين رفضت أن تستمر فى تقليد الرسومات لأنها تحب أن تبدع فى اختيار الألوان ولا تلتزم بفكرة معينة». وتقول ياسمين: «أنا لا أرسم رسومات من الطبيعة، ولا أقلد رسومات أحد أحب أن أبتكر لأن الرسم بالنسبة لى حاجة بحبها مش حد فرضها عليا، لذلك لا أحب حصة الرسم فى المدرسة لأن المدرس يفرض علينا أفكارا معينة». ياسمين الطفلة المدللة لعائلة السمرة، فهى الصغرى والوحيدة لثلاثة أولاد، طالبة فى الصف الخامس الابتدائى بالمدرسة الألمانية. وتضيف ياسمين: «فى المدرسة لا أشعر بالتفرقة فى المعاملة بينى وبين زملائى من المدرسين، لكن أصحابى يحبون رسمى ويشجعوننى، وأنا أحب دائما أن يشاهدوا لوحاتى الجديدة». المعرض الأخير لياسمين ضم أكثر من 70 لوحة من أعمالها، وحققت مبيعات كبيرة، وتبرعت بالمبلغ كاملا لصالح أطفال مستشفى قصر العينى، كما أنها تضع رسوماتها على التيشرتات والروزنامات. «الرسومات لاقت إقبالا من الكبار والصغار واستطعنا فى المعرض الأخير أن نبيع جميع اللوحات تقريبا»، كما تقول الوالدة. «كل الناس بتشجعنى علشان أدخل كلية فنون جميلة، علشان بتعلم الرسم كويس، لكن أنا لسة مش بافكر أنا عايزة أكون إيه لما أكبر أنا برسم وبس».