حدة - رويترز ذكرت متحدثة باسم البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة أن مصر أبلغت الأممالمتحدة باستيائها من الانتقادات العلنية التي وجهها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، للحكومة المصرية ومن دعواته للتغيير. ودعا بأن الرئيس المصري حسني مبارك هذا الأسبوع إلى اتخاذ "خطوات جريئة" للتصدي لمخاوف شعبه الذي خرج الآلاف منه إلى الشوارع مطالبين بالتغيير. وحث حكومة مبارك على اعتبار المظاهرات "فرصة لبدء التعامل مع المخاوف المشروعة للشعب". وأعربت البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة عن استيائها من تصريحات بان التي أدلى بها بشأن مصر خلال حضوره للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وكذلك خلال زيارته لكل من بريطانيا وألمانيا. وقالت نهال سعد، المتحدثة باسم البعثة المصرية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني في وقت متأخر أمس الخميس: "شكت مصر شفهيا من توصيف الأمين العام للموقف في مصر". وأضافت: "التصريحات التي أدلى بها الأمين العام، سواء في دافوس أو لندن، اعتبرت أنها تتجاوز تصريحات أخرى أدلت بها دول أعضاء، ومن بينها الدول التي انتقدت مصر". وأكد فرحان حق، المتحدث باسم الأممالمتحدة، أن مسؤولين بالأممالمتحدة ناقشوا تصريحات بان مع البعثة المصرية، وأضاف: "نحن نقف إلى جانب ما قاله". وقال فيتالي تشوركين، السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، للصحفيين، إنه "مندهش" من تصريحات بان. وقال تشوركين: "الأمانة العامة وظيفتها أن تخدم الدول ذات السيادة، وعليها أن تعمل وفقا لتفويض محدد، وهذا التفويض لا يتضمن توجيه النصح للقادة السياسيين". وأشار تشوركين إلى أنه لم يتضايق من تصريحات بان التي دعت إلى الامتناع عن العنف وانتقاده للاعتداء على الصحفيين. وقال: "لكن هناك بعض الموضوعات السياسية الداخلية شديدة الحساسية، وأعتقد أن تلك يجب أن تترك للدول ذات السيادة كي تتعامل معها". وكانت قد دعت نافي بيليه، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، عبر موقع إذاعة الأممالمتحدة، إلى إجراء تحقيق شفاف ومحايد في الاشتباكات العنيفة التي وقعت في مصر مؤخرًا. كما أدانت بيليه الاعتداءات والترهيب والاعتقالات التي تعرض لها الصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان، وقالت إن تلك الأعمال كانت محاولة سافرة وغير مجدية لمنع أي أخبار عما يجري في مصر. وأضافت المفوضة السامية لحقوق الإنسان: "يجب أن تطبق مصر تعهداتها في مجال الحقوق الدولية للإنسان، وأن تمنع وقوع مزيد من العنف؛ يتعين حماية المتظاهرين بالشكل الملائم، ويشمل ذلك حمايتهم من بعضهم البعض، ويجب مساءلة قوات الأمن والمخابرات. إن التغيير آت إلى مصر مثلما حدث في تونس، ولكن العنف وسفك الدما لا بد أن يتوقفا الآن". وشددت بيليه على ضرورة أن تستمع الحكومات إلى شعوبها، وأن تبدأ على الفور في معالجة القصور في مجال حقوق الإنسان. وقالت نافي بيليه إنها ستدعم عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة الوضع في مصر.