نفت الخارجية الأمريكية بشكل قاطع صلتها بنشاطات إيرك برينس، مؤسس شركة "بلاكووتر" للخدمات الأمنية، وما يرتدد عن مشاريعه لدخول الصومال بعقود مع الحكومة، لتدريب الجيش على قتال القراصنة والمليشيات الإسلامية، وأكدت أنها أخطرت مقديشو والأقاليم المحكومة ذاتيا بتوفر شكوك لديها حول هذا الأمر. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، "نحن على علم بأن شركة (سراسين) تسعى إلى الحصول على عقود في الصومال، وندرك أن إيرك برينس قد يكون على صلة بهذا الأمر بطريقة أو بأخرى، ولكن الحكومة الأمريكية ليس لها علاقة بالشركة، ولم تتصل ببرينس على الإطلاق". وكشف كراولي أن واشنطن لديها "شكوك" حول مصدر تمويل "سراسين" وأهداف عملها، وأكد أن الإدارة الأمريكية بعثت بملاحظات حول هذه الشكوك إلى مسؤولين في الحكومة الانتقالية الصومالية، وإلى حكومة إقليم بونت لاند والمجتمع الدولي. وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن برينس هو المحرك الأكبر لتدخله الواسع في شركات أمنية يعمل معها في الصومال بهدف تدريب قوات صومالية على مهام مواجهة القراصنة، مع إمكانية تطوير مهامهم لمواجهة العناصر المتشددة ضمن حركة "الشباب"، التي تسيطر على مناطق واسعة من البلاد. وكان برينس، المؤسس الرئيسي لشركة "بلاكووتر" للخدمات الأمنية، والتي اضطرت لاحقا إلى تغيير اسمها إلى "زي" بعد حادثة "ساحة النسور" في العاصمة العراقية بغداد، حيث أقدم عناصرها على قتل 17 مدنيا عراقيا، ويعتقد أن برينس يخطط لبيع حصته في "زي" حاليا. وجاء الكشف عن جهود برينس لدخول السوق الصومالية، من خلال تقرير للاتحاد الإفريقي، جاء فيه أن الملياردير الأمريكي قدم التمويل الضروري لشركة "سراسين" الأمنية في جنوبي إفريقيا، لتنفيذ عمليات تأمين حماية الشخصيات السياسية الصومالية في أحياء مقديشو. وتزامن ذلك مع محاولة برينس فرض نفسه في مجال مكافحة القرصنة، من خلال شراء مركب يعمل على مواجهة القراصنة، وأدى ذلك إلى قيام الأممالمتحدة بفتح تحقيق يهدف إلى معرفة ما إذا كانت نشاطات برينس في بر الصومال وبحره تعتبر خرقا للقرارات الدولية التي تحظر تصدير الأسلحة لهذا البلد. ويواجه برينس مجموعة دعاوى من عناصر سابقة في بلاكووتر، بتهمة تهريب السلاح، واستخدام العنف المفرط في العراق، كما تشير بعض الدعاوى إلى أن برينس" كان يعتبر نفسه "بطلا في حملة صليبية، مهمتها القضاء على المسلمين والدين الإسلامي في العالم،" بحسب ما أشارت الوثائق القضائية آنذاك. يشار إلى أن القوات المسلحة الصومالية ضعيفة للغاية، وهي لا تسيطر إلا على أحياء قليلة من العاصمة مقديشو، بدعم من القوات الإفريقية، في حين تسطير قوات "حركة الشباب المجاهدين" على مناطق شاسعة.