وسط شبه إجماع على ميلاد الدولة رقم «193» فى جنوب السودان، ومخاوف فى عدة دول أفريقية من تأثير سقوط أول أحجار «الدومينو»، يبدأ نحو أربعة ملايين جنوبى اليوم الإدلاء بأصواتهم فى استفتاء يدوم ستة أيام لتقرير مصير الجنوب. هؤلاء الناخبون سيقترعون فى 2638 مركزا انتخابيا بشمال وجنوب السودان وثمان من دول المهجر، بينها مصر وكينيا والولايات المتحدة، ويراقب عملية التصويت مئات المراقبين الدوليين، وآلاف المراقبين المحليين. وفور انقضاء المدة المحددة لتقديم الطعون، والفصل فيها، ستعلن مفوضية الاستفتاء النتيجة النهائية فى موعد أقصاه ثمان وأربعين ساعة بعد انقضاء مدة النظر فى الطعون، على ألا يتعدى ذلك مدة ثلاثين يوما من تاريخ انتهاء الاقتراع فى الرابع عشر من الشهر الحالى. وقبل يومين من التصويت انتهت أمس الأول حملات الدعاية للاستفتاء، المستمرة منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب عام 2005، وقد هيمنت تماما على الدعاية فى الجنوب دعوات الانفصال. ولا يقتصر الإجماع على خيار الانفصال على المسيحيين أو أصحاب المعتقدات الدينية الأفريقية فى الجنوب؛ إذ إن المسلمين، وهم يمثلون 17% من عدد سكان الجنوب البالغ نحو 8.3 مليون نسمة، حسموا خيارهم أيضا ضد الوحدة، مشددين على أنهم يتمتعون بجميع حقوقهم فى الجنوب «العلمانى». ومجددا تأكيده على الاعتراف بدولة الجنوب إذا اختار الناخبون الانفصال، دعا الرئيس السودانى عمر البشير إلى اتحاد بين الشمال والجنوب على نمط الاتحاد الأوروبى؛ لرعاية المصالح المشتركة سواء كانت أمنية أو سياسية أو اقتصادية». البشير اعتبر أن الجنوب يفتقر إلى مقومات دولة فى ظل المشاكل الكثيرة التى تحيط به؛ وهو ما يجعله بحاجة إلى مساعدة من الجميع، بما فيه حكومة الشمال. وفى تأكيد جنوبى، لكن على طريق نحو الدولة الجديدة، وقع رئيس حكومة الجنوب، النائب الأول للبشير، سيلفاكير ميراديت، حزمة قوانين لملء الفراغ القانونى؛ إذ إن «القوانين الحالية ستصبح قوانين دولة أجنبية فى حال اختيار الجنوبيين الانفصال». 3 آلاف (جنوبى) يصوّتون اليوم فى عين شمس والمعادى ومدينة نصر