«نحن نجتمع لنعلن موقفا، ونحن ندرك تماما أنه ليس فى أيدينا حلول» على هذه الجملة الموجزة اجتمع المشاركون فى فاعليات مؤتمر «أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلام والإعلان» الذى عقدته جمعية مؤلفى الدراما مؤخرا فى مقر المجلس الأعلى للثقافة لمناقشة أزمة الدراما المصرية وكيفية الخروج من منها، بعد أن تدنى مستواها بفعل الدخلاء على هذه الصناعة الاستراتيجية. تباينت دفاعات المشاركين فى مؤتمر الدراما على أهمية هذا الملتقى ردا على سؤال «الشروق» عما اذا كانوا يتوقعون اى استجابة لما يتوصلون له من توصيات بما ينعكس على حال الدراما بشكل ايجابى، وجاءت الإجابة بان توصياتهم ستكون بمثابة إعلان موقف وأنها ليست ملزمة على أى جهة حكومية كانت أو خاصة، ولكنه موقف لابد ان يتم اتخاذه.. وهكذا كان رأى محفوظ عبدالرحمن رئيس جمعية مؤلفى الدراما، الذى أكد أن انهيار الاوضاع من سيئ إلى أسوأ دفع المهتمون بهذا المجال للتضامن مع الجمعية للوصول بالدراما إلى بر الأمان، وقال إن جيله والجيل الذى سبقه رسموا الخط الذى سارت عليه الدراما المصرية وارتقت ويصعب عليه أن تنحدر لهذا المستوى والرضوخ لأهواء ورغبات أصحاب الإعلانات قابلها ارتفاع جنونى فى أجور النجوم جعلتهم المهيمنين على العمل الدرامى فنجد ممثلا يختار فريق المسلسل وفقا لأهوائه وأخرى تطرد مدير تصوير كبير من الاستوديو لانه أظهرها بالشكل الذى لم يرق لها، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر لن يكون الأخير بل سيعقبه عدة مؤتمرات يدعو إليه صناع الدراما لعله يجد من يستجيب مؤكدا أنه لو انصلح الحال فالكل سيخرج فائزا وسيحققون الأرباح التى يرغبونها. وأكد صلاح المعداوى امين عام الجمعية، انه لا تمتلك أى جمعية اهلية قوة اصدار قوانين ملزمة وانه لا يستطيع احد ان يجبر الحكومة على فعل أى شىء ولكنه موقف لابد من اتخاذه موضحا انه تمت دعوة عدد من المسئولين فى الدولة فى مقدمتهم وزير الاعلام أنس الفقى وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون إيمانا من جانبه أن الحل لن يخرج إلا من مبنى ماسبيرو لكنهما لم يحضرا. مشيرة إلى دعوة عدد كبير من النجوم وأصحاب الشركات الإنتاجية الخاصة خاصة باعتبارهم طرفا أصيلا فى صناعة الدراما وأحد اسباب مشاكلها فى كثير من الأحيان، ولكن لم يحضر إلا عدد محدود من المنتجين. وعلق المعداوى بقوله: «عزف كثيرون عن الحضور ولكن هذا لم يثبط من عزيمتنا نحو تحرير الدراما من القيود التى تكبلها سواء من سطوة الإعلان أو سطوة النجم فيكفينا حرص عدد كبير من المهتمين بهذه الصناعة على الحضور فنحن لا نزال فى بداية الطريق ومدركين أن موقفنا قد لا يحرك ساكنا حاليا لكن قد تحرك اشياء كثيرة فى المستقبل». وردا على سؤال عن سبب غياب عدد كبير من المؤلفين الموجودين فعليا فى السوق الدرامية ولهم أعمال كثيرة بخلاف عدم حضور أى نجم من نجوم الدراما أجاب المعداوى: «تعمدنا ألا نقدم الدعوة للمؤلفين الذى يطلق عليهم البعض «ترزية المسلسلات» الذين لا يمانعون أبدا من تفصيل أعمال على مقاس النجم فهؤلاء نراهم دخلاء على المهنة ووجودهم عار علينا، وقمنا بدعوة كل النجوم ولكن...».