وصف مسؤول تونسي رفيع المستوى، اليوم السبت، قناة الجزيرة الفضائية القطرية بأنها من بين الفضائيات "المعادية" لبلاده. واتهم عبد الله القلال، رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان التونسي)، قناة الجزيرة "بدعم فئة قليلة من دعاة الفوضى والتخريب" (في تونس) إثر تغطيتها لاحتجاجات اجتماعية وأعمال عنف غير مسبوقة شهدتها محافظة سيدي بو زيد (جنوب)، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص، (واحد انتحر وقُتِلَ الآخران برصاص الأمن)، وإصابة العديد بجراح. و قالت وكالة الأنباء التونسية: إن القلال "ندّد باستغلال هذه الحادثة (الاحتجاجات) من قبل بعض الفضائيات المعادية، ومنها خاصة قناة الجزيرة التي ضربت عرض الحائط بأخلاقيات المهنة الإعلامية، واعتمدت أسلوب التركيب والمغالطة لبث الأكاذيب والأراجيف والافتراء على تونس ومكاسبها". وهذه أول مرة يصف فيها مسؤول تونسي القناة القطرية بأنها "معادية" لبلاده. وذكرت الوكالة أن القلال -الذي يشغل أيضا عضوية الديوان السياسي للحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي)- أعرب عن "استنكاره الشديد لتعمد بعض الأطراف الداخلية والخارجية المناوئة استغلال هذه الحادثة المؤسفة للمس من أمن تونس واستقرارها وتشويه صورتها والتشكيك في مكاسبها". وقال القلال: إن "ما أتته هذه الفئة القليلة من دعاة الفوضى والتخريب بدعم من بعض الفضائيات المشبوهة كشف مدى عداء هذه الأطراف للنموذج المجتمعي الحداثي الذي صنعته تونس وأكسبها مواقع الريادة في محيطها القريب والبعيد". يذكر أن تونس قطعت في أكتوبر 2006، ومن جانب واحد، علاقتها الدبلوماسية مع قطر احتجاجًا على استضافة الجزيرة في إحدى برامجها المعارض التونسي الراديكالي منصف المرزوقي (المقيم في فرنسا) الذي دعا التونسيين -عبر القناة- إلى عصيان مدني سلمي ثم أعادتها بعد نحو عامين اثنين. ومن جهة أخرى، أشاد صحفيون ومواطنون تونسيون بتغطية القناة "المتميزة" للاحتجاجات وأعمال العنف التي شهدتها محافظة سيدي بو زيد منذ نحو أسبوعين، فيما عبر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في بيان أصدره الثلاثاء الماضي عن "عميق استيائه من التعتيم، خاصة في وسائل الإعلام العمومي" التونسي على الاحتجاجات. وعزل زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي، يوم الأربعاء الماضي، وزير الاتصال (الإعلام) ومترجمه الخاص أسامة الرمضاني (54 عامًا)، إثر انتقادات محلية ودولية لتعتيم وسائل الإعلام التونسية، وخاصة التابعة للدولة على هذه الاحتجاجات.