لقي الشاب محمد العماري حتفه متأثرا بجراحه التي ألمت به بعد إصابته بطلق ناري في صدره خلال إطلاق الشرطة التونسية النار على نحو ألفي متظاهر حاولوا اقتحام مركز الحرس الوطني بمدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيدجنوبتونس، وبلغ عدد الجرحى تسعة. وقال النقابي محمد فاضل في اتصال هاتفي من مدينة بوزيان إن حصيلة ضحايا المواجهات بين الشرطة التونسية والمتظاهرين من أهالي مدينة بوزيان بلغت حتى الآن قتيلا واحدا ونحو تسعة مصابين. وكانت السلطات التونسية قد أرسلت تعزيزات أمنية كبيرة اشتملت على ثلاث حافلات نقل من المناطق المجاورة لمدينة بوزيان لمواجهة السكان المتظاهرين الذين رفضوا التراجع أمام الحشود الأمنية. وكانت الشرطة التونسية قد أطلقت النار في بادئ الأمر على نحو ألفي متظاهر، بينهم نساء، حاولوا اقتحام مركز الحرس الوطني الذي تحصنت داخله أعداد قليلة من رجال الأمن. وأشار فاضل إلى أن المتظاهرين "لم يتراجعوا رغم إطلاق الشرطة النار وأنهم أحرقوا أجزاء من مركز الحرس وانفجرت ثلاث سيارات شرطة كبيرة بعد وقت قليل من إضرام النار فيها وفي قاطرة قطار لنقل البضائع كان مارا من المنطقة ومكتب الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي) في المدينة". وقال إن مئات من المواطنين انضموا إلى المظاهرة بعد أن بلغهم نبأ إصابة اثنين من أهالي المدينة التي تشهد منذ يوم 19 من الشهر الجاري اضطرابات بسبب البطالة. وأوضح أن أحد المصابين يدعى وليد حمدي في العشرينات من عمره ويدرس اللغة الألمانية بجامعة قابسجنوبتونس قد أصيب في فخذه بالرصاص الحي. ويبلغ تعداد سكان معتمدية "منزل بوزيان" التابعة لمحافظة سيدي بوزيد نحو 24 ألف نسمة حسب آخر تعداد للسكان في تونس.