أثارت دعوة المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض السابق إلى ضرورة تحالف حزب الوفد مع جماعة الإخوان المسلمين بصفتهما أكبر فصيلين سياسيين خلافا بين قيادات حزب الوفد فمنهم من رفض أى تعاون مع الجماعة وذلك لخلطها الدين والسياسة، فيما قبل البعض الآخر الدعوة مطالبين بتنحية الخلافات جانبا. وكان الخضيرى قد طالب فى ندوة بحزب الوفد أمس الأول الطرفين بضرورة العمل معا تحت شعار «مصر الهلال مع الصليب.. التغيير». وقال مصطفى الطويل الرئيس الشرفى لحزب الوفد، «أنا ضد ده»، مؤكدا تمسكه بضرورة فصل الدين عن السياسة والعمل تحت راية الوحدة الوطنية. وأوضح الطويل أن الخلط بين الدين والسياسة الذى يمارسه الإخوان يؤدى لاستغلال الدين فى العمل السياسى وهو ما يرفضه حزب الوفد جملة وتفصيلا، على حد قوله. مؤكدا عدم التحالف مع الإخوان بأى وسيلة أو تحت أى ظرف. ووجه الطويل دعوة للإخوان بتشكيل حزب سياسى أو أن يكفوا عن العمل السياسى ويصبحوا دعاة دين فقط، مضيفا أنه يؤيد قول الزعيم مصطفى النحاس عندما قال لزعيم الإخوان قوله الشهير «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين». وأشار الطويل إلى أن الوفد يتفق مع الإخوان فى عدة نقاط وهى الحرية والديمقراطية وتعديل الدستور، موضحا أن هذا الاتفاق لا يعنى التحالف. واتفق مع هذا الرأى أحمد عودة، عضو الهيئة العليا بالحزب، وقال «لا تحالف مع الإخوان ولا مخاطبة من قبل الوفد لهم»، مشيرا إلى أن الوفد مستقل بقراراته وذاته وله خط سير واتجاه مختلف عن الجماعة. وأوضح أن ما يجمع الوفد والجماعة هو خندق المعارضة وهدفهما حل البرلمان الحالى، مضيفا «اللى عايزنا يمشى تحت رايتنا زى ما قال البدوى». من جهته أكد ياسين تاج الدين، نائب رئيس حزب الوفد، أنه سبق أن اجتمعت القوى السياسية جميعا ونسقت فيما بينها فى التسعينيات لعمل وقفات احتجاجية، مضيفا «طالما فيه وحدة وطنية فلماذا لا نعمل معا؟». ودعا تاج الدين لتوافق جميع القوى السياسية من «إخوان الوفد إلى إخوان مبارك إلى الإخوان المسلمين» للخروج بالدولة من الموقف الحالى والعمل معا على تغيير الحكم وتغيير ثقافة الحزب الواحد الذى يحكمنا منذ عشرات السنين. وأوضح أنه لابد من دراسة الأسس التى سيتم العمل من خلالها معهم أولا أثناء اجتماعات الهيئة العليا للحزب ومكتبه التنفيذى، مضيفا أن جميع الوفديين يعلمون جيدا ما هى أوجه الاختلاف والاتفاق بين الوفد والإخوان. أما النائب الوفدى السابق محمد العمدة، فأيد بشدة «بشكل شخصى» التعاون أو التحالف مع الإخوان، مشيرا إلى أنها قوة موجودة بالفعل بالشارع المصرى. وأكد أنه ضمن صفوف القطب الوفدى الداعى للتحاور والعمل مع جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف أن الإخوان أصحاب فكر معين، وأن الخلاف على قضية يجب ألا يرقى إلى خلاف أو صراع حاد، مؤكدا أن ما يعنى جميع القوى السياسية الآن بمن فيهم الوفد والإخوان هو حل البرلمان «غير الشرعى».