رجحت مصادر مطلعة ل"المصريون" أن يرفض حزب التجمع والوفد الدخول في تنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين خلال الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك لما وصفته ب" عدم ثقة التجمع في مصداقية الجماعة من جهة" واستياء الدكتور "نعمان جمعة" من تأييد الإخوان المسلمين لمنافسة أيمن نور في الانتخابات الرئاسية الماضية من أخرى ما أدي إلى تراجع أسهم جمعة ومطالبة قيادات وفدية باستقالته من رئاسة حزب الوفد لفشله في الحصول على ترتب يتناسب و تاريخ الوفد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة . وعلمت "المصريون" أن رفض "جمعة" التنسيق مع الإخوان قد أشعل الغضب داخل أروقة حزب الوفد خصوصا أن هذا التوجه كان يحظى بدعم من نائبي رئيس الحزب منير فخري عبد النور ومحمود أباظة ومساعد رئيس الحزب محمد علوان .وفي الوقت الذي يرفض فيه "جمعة" التحالف مع الجماعة فإنه يمارس ضغوطا في الوقت الراهن على حزبي الناصري والتجمع لحملهما على عدم التنسيق مع الجماعة في الانتخابات القادمة أو مع حزب "الغد". فيما أشارت المصادر إلى أن هناك مفاوضات تدور في الكواليس بين جماعة "الإخوان المسلمين" وحزب "الغد" للبحث في التنسيق بينهما في الانتخابات البرلمانية القادمة ، وهو ما يسعى إليه "نور" في سياق البحث عن دعم القوى السياسية الكبرى له و ذلك لمساندته في مواجهة النظام الذي يتربص به وبحزبه خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة من ناحية أخرى تجري حركة "كفاية" وساطة بين القوي السياسية الحزبية وبين جماعة الإخوان المسلمين لتدشين تحالف قوى بين هذه الأحزاب وتكوين قائمة انتخابية لأحزاب المعارضة بعنوان "قائمة الشعب" أو "معا من أجل التغيير" لإيجاد جبهة قوية وموحدة تواجه جبروت وسيطرة الحزب الوطني على الحياة السياسية. غير أن جهود كفاية تواجه منعطفا صعبا حتى من جانب جماعة الإخوان المسلمين التي مازالت تساورها شكوك في مصداقية الحركة ودورها السياسي وهو الأمر الذي أكده ل"المصريون" الدكتور محمود عزت الأمين العام لمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين مشيرا إلى أن الجماعة لم تتخذ حتى الآن قرارا بالتنسيق مع أي حزب أو فصيل سياسي انتظارا لمعرفة النظام الذي سيجرى عليه الانتخابات القادمة سواء بالقائمة أو بالنظام الفردي ، غير أنه أكد أن يد الجماعة ممدودة للجميع ولا ترفض أي تنسيق طالما جاء في صالح الشعب والوطن على حد قوله . من جانب آخر تعقد الأحزاب الثلاثة الكبرى (الناصري والوفد والتجمع) اجتماعا موسعا صباح الاثنين القادم للبحث عن الأسلوب الأمثل لإبرام تحالف وتنسيق بين هذه القوى السياسية خلال الانتخابات البرلمانية القادمة بشكل يضمن لها خوض مشرفة تضعف على الأقل سيطرة الوطني على الحياة السياسية . من جانبه أكد الدكتور "عبد الحليم قنديل" المتحدث الرسمي للحركة المصرية من أحل التغيير "كفاية" أن الحركة ليست حزبا حتى تقرر المشاركة في الانتخابات فهي حركة تسعى للتغيير من خلال العصيان السياسي وليس الانتخابات ولكنها رأت أن تلعب دورا سياسيا مهما من خلال الانتخابات القادمة وذلك عن طريق المساعدة في التنسيق بين أحزاب المعارضة وتكوين قائمة انتخابية موحدة لهذه الأحزاب وذلك بعنوان معنا من أجل التغيير . وكشف "قنديل" عن أن الحركة تسعى لتوسيع التحالف الذي بدأته أحزاب الوفد والناصري والتجمع وضم جماعة الإخوان المسلمين إليها . وأرجع "حسين عبد الرازق" الأمين العام لحزب التجمع سبب الرفض القاطع من قبل التجمع للتحالف مع الإخوان إلى الاختلاف الكلي بين أولويات الجماعة والحزب مشيرا إلى أن تجارب التنسيق السابقة مع الإخوان والتي بدأت من بداية عقد الثمانينات حتى عام 200 لا تبشر بأي خير ولا تشجع على إعادة هذا التنسيق . وكشف "عبد الرازق" عن أن اجتماعات تحدث بين أمناء الأحزاب الثلاثة لتحديد آليات وسبل التنسيق بينهما في الانتخابات النيابية المقبلة . إلى ذلك قال "ضياء الدين داود" أمين الحزب العربي الناصري أن الحزب يدرس إمكانيات الأمانات والقواعد الحزبية في المحافظات لتقدير عدد المرشحين الذين سيشاركون في هذه الانتخابات على قائمة الحزب ولم يستبعد "داود" التنسيق مع جماعة الإخوان في هذه الانتخابات بشرط إبداء الجماعة الرغبة في ذلك مناقشة هذا الأمر مع أحزاب التحالف .