دعا إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة، اليوم الثلاثاء، فصائل العمل الوطني والإسلامي في غزة، إلى دراسة سبل استعادة الضفة الغربية، واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحماية مشروع المقاومة، والخروج بنتيجة واحدة تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني، وقال إن ملفات الضفة الغربية والمصالحة الفلسطينية تمثل أولوية لحماس خلال الفترة المقبلة. وأكد هنية، في كلمته خلال مهرجان جماهيري حاشد شهدته ساحة الكتيبة في غزة إحتفالا بذكر انطلاقة حماس، أن استقلالية قرار حماس واضحة وقابلة للإثبات، رغم علاقاتها وتحالفاتها الواسعة، وقال: "نحن منفتحون علي الجميع، لكننا لا نسمح بالتدخل في شئوننا، نعتز بالعلاقات ونحرص عليها، لكن قرارنا مستقل، القرار غير المستقل هو من ينتظر اشارة أمريكية لإقرار المصالحة أو وقف المفاوضات المتجمدة، قرار غزة من راسها وليس من إيران أو سوريا أو غيرها كما يرددون". وأضاف هنية: "ليعلم الجميع مدى إستقلالية قرار كل منا، تعالوا نتفق دون أي تدخلات خارجية، ثم نوقع على ما اتفقنا عليه في أي مكان"، وبعث برسالة للسلطة في رام الله قائلا: " العدو يتعنت والإدارة الأمريكية توفر له الغطاء، فلماذا الجري وراء الوهم، ولماذا بعث فياض وعريقات لواشنطن!؟، عودوا إلى شعبكم، وخيار المقاومة الذي يريده". واعتبر هنية الحشد الكبير الذي شهدته ساحة الكتيبة اليوم، نقطة قوة للشعب الفلسطيني وفضائله والأمة العربية والإسلامية، وقال: "حماس وأخواتها تقدم رسائل قوة إيجابية للأمة، ورسالة تحدي للعدو الصهيوني المحتل ومن يدعمه، الحصار لا يغير القناعات، والحروب لا تدفع الناس للتخلي عن المقاومة". وأبدى هنية ثقته في اكتساح حماس وفصائل المقاومة لأي انتخابات قادمة في فلسطين، وقال هنية: "لو جرت انتخابات حرة ونزيهة، فإن فصائل المقاومة ستحصد في الضفة وغزة نسبة أعلى بكثير مما حققته حماس في الانتخابات الماضية بفضل القمع الأمني والتعاون والتواطؤ الذي فعلته السلطة ضد المقاومة، حماس تقدم رسالة وحدة لكل من يبحث عن وحدة حقيقية تسعى لحماية المقاومة". وأضاف حماس: "الله وحده واحتضان الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية لحماس هو الذي جعلها تصمد حتى الآن، بغض النظر عن بعض المواقف الرسمية، فهذه الأمة هي العمق الإستراتيجي لنا". وشدد هنية على أن الإحتلال الإسرائيلي يتراجع بإستمرار تحت ضربات المقاومة، والتي إختفت بفضلها أحلام إسرائيل الكبرى، وظهر محلها كيان يتقوقع تدريحيا، وأضاف: "لا مستقبل للإحتلال على أرض فلسطين، من البحر إلى النهر ومن رأس النافورة إلى رفح". ودافع هنية عن الهدنة غير المعلنة، نافيا أن تكون تخليا عن الثوابت التي تؤمن بها حماس، مؤكدا أن حركته لن تقبل أي هدنة تتضمن الإعتراف بإسرائيل أو التنازل عن شبر واحد من الأرض، مؤكدا أن حماس نجحت في تجربتها في الحكم، ولم توقف المقاومة في ذات الوقت. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "نحن لا نخشى تهديدات العدو لكننا نأخدها على محمل الجد، الشعب أصبح جاهزا والمقاومة مستعدة، فالعدوان مستمر على شعبنا في كل مكان، أمامنا تحديات متعددة، وعلى صناع القرار قراءة الإحصائية التي أصدرها القسام اليوم جيدا". وختم هنية كلمته قائلا: " لن نتخلى عن القدس، أنتم منا ونحن منكم، وأرواحنا فداء لكم، همومنا في غزة لن تنسينا أبدا هموم القدس والأقصى". فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي في الكلمة التي ألقاها محمد الهندي، القيادي بالحركة، أن انطلاقة حماس انطلاقة للشعب كله لأنها اعطت الشعب الفلسطيني ثقلا حقيقيا، وقال إن هذه الحشود احتفاء بخيار المقاومة والثوابت، وأضاف الهندي: "المفاوضات وصلت لطريق مسدود والسلطة أصبحت أكذوبة وعبء على القضية وليس من المنطق السياسي استمرار لعبة الخداع والكذب لما لا نهاية، يجب إيقاف جميع أشكال المفاوضات العبثية التي تصادر حقنا في وطننا، سرية وعلنية مباشرة وغير مباشرة، لأنها تعتبر المقاومة إرهابا وتشكل غطاءا لإستمرار الاستيطان وتهويد القدس. وطالب الهندي بالذهاب فورا للحوار والمصالحة الوطنية، وبناء مرجعية وطنية جديدة لجميع القوى والفصائل باعادة بناء منظمة التحرير، وبدء الحوار بين جميع الفصائل، ودعا لتأجيل الخلافات حول الانتخابات والأجهزة الأمنية وغيرها مما يفجر الحوار لأنه "لا معنى للسلطة في وجود الاحتلال ، ولا خلاف على سلطة في مهب الريح". وتساءل الهندي: "لماذا نغيب ارادة هذه الجموع الحاشدة التي تحضر اليوم لدعم المقاومة، وهو خيار الشعب المختبر، إذا كنا نبحث عن بدائل فليترك الخيار للشعب الفلسطيني الذي يأبي كل الحلول سوى المقاومة".